"الخميس الخارق" يحدد مستقبل حكم "العمال"... وتهديد بإقالة رئيس المخابرات


لن يكون اليوم في تاريخ بريطانيا يوما عاديا، فهو يوم الانتخابات المحلية وقد ركزت الصحف البريطانية منذ مطلع الأسبوع الحالي على هذا الحدث المحلي الأبرز، إلى جانب اهتمامها المعتاد بالشؤون الدولية، وما يخص العراق على وجه التحديد.


انتخابات "الخميس الخارق"


تعتبر الانتخابات التي تجرى اليوم في بريطانيا لاختيار ممثلين عن المملكة المتحدة في البرلمان الأوروبي واختيار عمدة جديد للعاصمة لندن، مرحلة حساسة للغاية بالنسبة للحكومة البريطانية. هكذا جاء في صحيفة "الأوبزيرفر" التي رأت أن الانتخابات للبرلمان الأوروبي، ولاختيار عمدة لندن، والمجالس المحلية في ويلز وإنجلترا، فرصة جيدة للحكومة كي تحسن صورتها وتبرز إنجازاتها الاقتصادية والاجتماعية التي تتحدث عنها على الدوام. واعتبرت الصحيفة أن من حسنات الحكومة التي يرأسها توني بلير أنها عملت على التوسع الاقتصادي لبريطانيا في العالم، وخاصة في أوروبا. إلا أن اليوم سيكون حاسماً بالنسبة لتوني بلير ولحزب "العمال" عموماً، فمن المتوقع أن يستغل خصوم بلير الوضع الحكومي المتأزم في البلاد كي يسيطروا على أصوات الناخبين ويكسبوا جولة المجالس المحلية وموقع عمدة لندن. وهو بالضرورة سيتم استغلاله في الانتخابات العامة التي ستجرى العام المقبل لإسقاط حزب "العمال" الحاكم وتجيير كافة النجاحات لصالح "المحافظين" بقيادة مايكل هوارد.


الانتخابات المحلية في بريطانيا اليوم أطلقت عليها الصحف البريطانية اسم انتخابات "الخميس الخارق" لشدة المنافسة فيها.


قرار مجلس الأمن بشأن العراق


أشارت صحيفة "الغارديان" في تعليقها على قرار مجلس الأمن الجديد بشأن العراق، إلى أن نجاح التعاون بين قوات التحالف والحكومة العراقية الجديدة فيما يخص الشأن الأمني سيؤثر إيجابياً في خفض حدة العمليات التفجيرية المتواصلة في العراق، ويمكِّن، بشكل ملحوظ، الحكومة العراقية من كسب ثقة الجمهور، ويدعم مصداقيتها في الشارع العراقي.


الصحيفة توقعت في بداية الأسبوع صدور قرار من مجلس الأمن يعطي الحكومة العراقية الجديدة حق التشاور والتنسيق مع قوات التحالف بشأن العمليات العسكرية في العراق. واستندت الصحيفة في توقعاتها الصائبة إلى حديث سابق لوزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمام مجلس العموم بهذا الشأن. وترى الصحيفة أن بقاء قوات التحالف في العراق يجب أن يتم بالاتفاق الكامل مع الحكومة العراقية لحفظ الأمن في الشارع العراقي.


"تينت" ومن بعده "سكارلت"


استقالة رئيس جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية جورج تينيت ألقت بظلال سوداء على المسؤولين في جهاز المخابرات البريطانية. فقد نقلت صحيفة "الأندبندنت" عن زعيم حزب "المحافظين" مايكل هوارد قوله إنه سيقوم بإقالة رئيس جهاز المخابرات البريطانية جون سكارلت من منصبه في حال تسلم هوارد منصب رئيس الحكومة في الانتخابات العامة نهاية العام المقبل.


الصحيفة علقت على هذه التصريحات بالقول إن الحديث في هذا الاتجاه يسبق تقريراً من المتوقع صدوره الشهر المقبل يتضمن معلومات عن فشل جهاز المخابرات البريطاني في التعامل مع موضوع العراق قبل الحرب. الصحيفة ذاتها نقلت تصريحات عديدة حول فشل جهاز المخابرات البريطاني فيما يخص العراق، وجاء أسخنها على لسان رئيس فريق التفتيش على الأسلحة المحظورة ديفيد كاي الذي قال إن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مخادع وعليه الاعتذار، منتقداً المخابرات البريطانية التي سارت وراء بلير في إصراره على إثبات وجود أسلحة دمار شامل في العراق رغم نفي فرق التفتيش ثبات ذلك الأمر عملياً.


لا تتخلوا عن حلف الأطلسي


حفلت الصحف البريطانية بمقالات عديدة حول إحياء ذكرى "إنزال نورماندي". ورأت صحيفة "صنداي تليغراف" أن التناقض الواضح بين الحالة التي عاشتها أوروبا قبل ستين عاماً، أي حالة "نورماندي"، والحالة الآنية التي تتمثل في الحرب على العراق والانسياق نحو التضليل والشر، مسألة تستحق الوقوف عندها. فبحسب الصحيفة يأتي إحياء ذكرى إنزال "نورماندي" لتؤكد على إنجاز عسكري مهم للدول الأوروبية، ساعد في نشوء التكامل الأوروبي فيما بعد. وهو يقود مؤسسي الاتحاد الأوروبي إلى الخوف الدائم من استخدام القوة العسكرية في غير محلها، ولذلك يتعامل هؤلاء بشكل حساس مع الإدارة الأميركية التي تهتم بإبراز قوتها العسكرية على الدوام.


الصحيفة استغلت الفرصة لانتقاد جهود الاتحاد الأوروبي في التخلي عن اتفاقية الانضمام إلى حلف الأطلسي وإيجاد ب