يقولون إنهم لم يروا منظراً كهذا من قبل؛ فقد جف النهر جزئياً وتحول كثير من مساحة حوضه إلى أرض يابسة تتشقق من العطش! فهذه العائلة التي حملت معها أوعية وقناني وراحت تبحث عن مورد ماء تستقي منه، هي من ضمن 16 مليون شخص في جنوب غرب الصين يعانون من مصاعب الحصول على مياه الشرب، جراء موجة جفاف تتعرض لها أقاليم ومناطق في مقاطعات قوانجشي وسيشوان ويونان وقويتشو وتشونغتشينغ. وطبقاً لمصالح الأرصاد الجوية الصينية، فإن هذا الجفاف الذي بدأ منذ خمسة أشهر، ويعد الأسوأ من نوعه في المنطقة منذ نحو قرن كامل، لم ينجم فقط عن تراجع معدلات هطول الأمطار، بل كذلك عن ارتفاع غير موسمي في درجات الحرارة. وإذا ما استمر على حاله وصولا إلى شهر يونيو المقبل، كما تتوقع تلك المصالح، فإن جميع أنشطة ومناحي الحياة ستتأثر تأثراً عميقاً، لاسيما زراعة السكر والمطاط التي تشتهر بهما هذه المنطقة. لكن قبل النظر في مؤشرات الإنتاج التي تتركز عليها عيون الاقتصاديين عادة، فإن المقلق حقاً هو التهديد الذي يشكله الجفاف ونقص الماء وشبح العطش على الحياة اليومية للناس، لاسيما فئاتهم الهشة، مثل الأطفال والنساء والعجزة... فلا بهجة مع الجفاف ولا حياة بلا ماء!