فرصة أميركية لنتنياهو... وتكلفة الاستيطان باهظة ------- زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وخطاب هيلاري أمام مؤتمر "آيباك"، وكلفة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية... موضوعات استأثرت باهتمام الصحافة الإسرائيلية هذا الأسبوع. ------- فرصة لنتنياهو تحت عنوان "الولايات المتحدة منحتك فرصة ثانية يا نتنياهو، فاغتنمها"، نشرت "هآرتس" افتتاحية عددها ليوم الأحد الماضي، وخصصتها للتعليق على زيارة نتنياهو إلى واشنطن، زيارة كانت محطتاها الأبرز مشاركته في مؤتمر "آيباك" ولقاؤه مع أوباما أمس الثلاثاء. الصحيفة دعت نتنياهو إلى اغتنام هذه الفرصة من أجل نسج علاقة جديدة مع أوباما والأعضاء الكبار في الإدارة الأميركية، موضحة في هذا الصدد أن دعم أوباما ضروري وأساسي لتحقيق هدفي نتنياهو المعلنين: منع امتلاك إيران لأسلحة نووية والتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين على دولتين لشعبين، وأن إصلاح العلاقات مع الرئيس الأميركي والأعضاء الكبار في إدارته منوط بنتنياهو، لأن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل، كما تقول. ورأت الصحيفة أن نتنياهو سيرتكب خطأ فادحاً إن هو استمر في "الصدام المؤذي" مع أوباما واستعمل اللوبي المؤيد لإسرائيل، "آيباك"، لتجنيد خصوم الرئيس السياسيين من أجل الدفع بمواقف الجناح "اليميني" في إسرائيل، مشددة في هذا الإطار على أن أوباما ليس عدوا لإسرائيل، حيث وجد استطلاع للرأي أجري حديثا أن 69 في المئة من الجمهور الإسرائيلي يرون أن مقاربة أوباما لإسرائيل عادلة، بل وتنم عن الصداقة. الصحيفة دعت نتنياهو إلى أن يوضح لمؤيدي إسرائيل في أميركا أنه منسجم مع أوباما من أجل تحقيق هدف البلدين المشترك، معتبرةً أن زيارة نتنياهو ستعد ناجحة إذا انتهت باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، مفاوضات شددت على ضرورة أن ينخرط فيها نتنياهو بجدية تامة، ويتغلب على العراقيل السياسية التي يضعها أمامه أعضاء متطرفون في ائتلافه الحكومي، ويسعى وراء اتفاق يؤسس لدولة فلسطينية مستقلة إلى جوار إسرائيل، مثلما وعد في خطابه بجامعة "بار إيلان"، ومثلما يتوقع منه مضيفوه في واشنطن. الجديد في قضية المبحوح صحيفة "يديعوت أحرنوت" نقلت عن صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية أن اللجنة التي تحقق في تورط حاملي جوازات سفر بريطانية في اغتيال "المبحوح" في دبي من المرتقب أن تشير رسمياً إلى إسرائيل باعتبارها الجهة التي تقف وراء العملية؛ حيث أفاد التقرير الصحافي أن وزارة الخارجية البريطانية استدعت السفير الإسرائيلي في لندن "رون بروستر" يوم الاثنين الماضي من أجل إطلاعه على نتائج التحقيق في اغتيال "المبحوح"، موضحاً أن بياناً وزارياً بريطانياً من المرتقب إرساله إلى البرلمان يشير إلى أجهزة الأمن الإسرائيلية باعتبارها مسؤولة عن استنساخ ما قد يصل إلى 15 جواز سفر بريطانيا، بعد أن أخذها المسؤولون في المطارات الإسرائيلية من أصحابها. وحسب التقرير، فإن البيان البريطاني يشير إلى أنه لا يمكن تحديد ما إن كان "الموساد" مسؤولًا عن العملية بشكل قطعي، وإن كانت الشكوك تحوم حول "مديرية الاستخبارات العسكرية" أيضاً؛ غير أنه يوضح أن التحقيق يؤكد بالمقابل أن جوازات السفر تم استنساخها لدى مرور مواطنين بريطانيين من المطارات لدخول إسرائيل، حيث أخذها المسؤولون بالمطار من أجل القيام بـ"إجراءات تحقق" دامت 20 دقيقة. "أعيدوا توجيه الضغط" صحيفة "جيروزاليم بوست" أفردت افتتاحية عددها لأول أمس الاثنين للتعليق على الكلمة التي ألقتها وزيرة الخارجية الأميركية أمام مؤتمر "لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية"، التي تعد أبرز لوبي مؤيد لإسرائيل في أميركا والمعروفة اختصارا بـ"آيباك". وحسب الصحيفة، فقد ألمحت كلينتون إلى أن الولايات المتحدة تنوي مواصلة الضغط على إسرائيل من أجل الدفع أكثر بما تعتقد أنها مصالح إسرائيلية وأميركية وفلسطينية، حيث شددت على التزام بلدها "القوي والمتين" بأمن إسرائيل، ولكنها ركزت أيضاً على بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن "الولايات المتحدة لا تعترف بشرعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية، وأن "البناء الجديد في القدس الشرقية يضعف الثقة المتبادلة ويعرض للخطر المحادثات غير المباشرة التي تعد الخطة الأولى في اتجاه المفاوضات الكاملة، التي يريدها ويحتاجها الجانبان". لكن اللافت، تقول الصحيفة، أن كلينتون أعادت التأكيد على معارضة بناء المستوطنات في القدس الشرقية مباشرة بعد إعلان المدير التنفيذي لـ"آيباك" "هاورد كور" من على المنبر نفسه أن "القدس ليست مستوطنة، بل عاصمة إسرائيل". وفي هذا الصدد، عبرت الصحيفة عن قلقها من أن "الانتقادات المتواصلة وغير المتكافئة، ولاسيما في غياب ضغوط أميركية متزايدة على السلطة الفلسطينية والعالم العربي في اتجاه التطبيع مع إسرائيل، لا يمكن إلا أن تكرس أكثر التصلب والعنف"، مشيرة في هذا السياق إلى ما سمته "تدهوراً مثيراً للقلق في الوضع الأمني" في المنطقة، في إشارة إلى تجدد إطلاق صواريخ "القسام" على إسرائيل انطلاقاً من غزة ومقتل أربعة فلسطينيين في الضفة الغربية على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي. كلفة المستوطنات صحيفة "هآرتس" سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها لأمس الثلاثاء على خلاصات دراسة جديدة أنجزها "مركز ماكرو للاقتصاد السياسي" كشفت أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تضم 12 مليون متر مربع من الطرق والمنازل والمصانع، التي كلف بناؤها أكثر من 17 مليار دولار. وحسب الصحيفة، فإن المركز البحثي رسم خرائط لكل منزل ومنشأة في المستوطنات باستعمال صور للأقمار الاصطناعية ووسائل تكنولوجية متطورة أخرى، ويُعد عمله نتيجة سنوات من الجهود الرامية إلى قياس القيمة الإجمالية للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. الدراسة كشفت أيضاً عن أن المستوطنات الإسرائيلية تضم 868 منشأة مملوكة للقطاع العام تمتد على مساحة 488769 متراً مربعاً، وتشمل كنسا ومدارس ومكتبات وغيرها. أما بالنسبة للوحدات السكنية، فإن العدد الإجمالي للشقق يبلغ 32711 وحدة تمتد على مساحة تناهز 3.27 مليون متر مربع، إضافة إلى 22997 منزلاً خاصاً تمتد على مساحة 5.74 مليون متر مربع. لكن الصحيفة أوضحت أن حسابات معدي الدراسة لا تمثل القيمة السوقية الحقيقية حيث نقلت عن مدير عام المركز "روبي ناثانسون" قوله: "إن الفكرة من وراء إجراء الحساب الاقتصادي، تكمن في تقييم كلفة البناء والبنية التحتية في المشروع الاستيطاني... هذه ليست القيمة السوقية، وإنما كلفة البنية التحتية المشيدة". إعداد: محمد وقيف