ذهب مقال الكاتب السيد يسين: "الديمقراطية وثورة الفضاء المعلوماتي" إلى أن الإنترنت وغيرها من وسائط الاتصال السريع في عصر العولمة قد أسدت خدمة كبيرة للثقافة الديمقراطية عبر العالم، من خلال تيسيرها لسبل التواصل والتلاقح الثقافي والسياسي بين أفراد الجنس البشري، إلا أن المشهد في الواقع العربي تحديداً يكاد يكون على العكس من هذا الكلام، وأعني أن الإنترنت عند كثير من شرائح الجمهور العربي العريض يتحول بسرعة إلى نوع من الانفلات في التعبير، حيث يعمد بعض متصفحي الشبكة العرب للترويج لأكثر الآراء والاجتهادات والقناعات بعداً عن الديمقراطية وثقافتها، وبعض آخر يستغل غياب الرقابة على الإنترنت من أجل بث الكراهية أو التحامل على الغير. والحاصل من كل هذا أن الثورة الاتصالية التي تحدث عنها الكاتب هي في الواقع سلاح ذو حدين، حيث يمكن أن تخدم الثقافة الديمقراطية، ويمكن أيضاً أن تلحق بها أشد الضرر. وهذا الاحتمال الأخير هو الأقوى حضوراً في الواقع الإنترنتي العربي الراهن، بكل أسف. متوكل بوزيان - أبوظبي