بين غموض سياسة كندا الخارجية... وثمن انسحاب "جوجل" من الصين! السياسة الخارجية في كندا غامضة، وبريطانيا تطرد دبلوماسياً إسرائيلياً، واليابان تنتصر في معركة التصويت على صيد "التونا" الزرقاء، ثم تفاعلات مغادرة شركة جوجل للصين.. قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية. أجندة كندية غامضة خصصت صحيفة "تورونتو ستار" افتتاحيتها ليوم أمس الخميس للحديث عن الاستعدادات الجارية حالياً في كندا لاستضافة اجتماع دول مجموعة الثماني بمدينة "هانتسفيل" في شهر يونيو المقبل، حيث التأم اجتماع تحضيري على مستوى وزراء الخارجية لوضع اللمسات الأخيرة وإعداد النقاط الرئيسية التي ستدرج على جدول الأعمال، وقد ركزت الصحيفة على الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية الكندي، لورانس كانون، ورسم فيها صورة قاتمة للعالم الذي نعيش فيه، مذكراً بالأخطار المحدقة بالأمن والسلم الدوليين في العديد من المناطق، متطرقاً إلى العراق وأفغانستان واليمن، محذراً أيضاً من تفشي ظاهرة الإرهاب وتهديدها لاستقرار الدول. ولكن الصحيفة لاحظت غياب التفاصيل في خطاب وزير الخارجية، وغياب خطة واضحة المعالم تلقي الضوء على السياسة الكندية لمواجهة هذه الأخطار. وكما قالت الصحيفة اكتفى وزير الخارجية برفع شعار مكافحة الإرهاب الذي أصبح معروفاً ويكاد لا يخلو من خطابية في الغرب مع الإحجام عن تبيان التفاصيل، أو توضيح خطته. وتجاه إيران شدد "كانون" على استعداد "أوتاوا" لممارسة المزيد من الضغط عليها وإن لم يأت على ذكر الوسائل والآليات التي ستتبعها كندا لتشديد العقوبات على طهران، كما لم يشر أبداً إلى كوريا الشمالية. وإذا كانت كندا تعتزم على غرار إدارة أوباما تكثيف الضغوط على طهران فلماذا، تتساءل الصحيفة، لا يوضح وزير الخارجية "كانون" الآليات التي سيتم اتباعها في هذا المجال؟ وعلى سبيل المثال، كيف سيتم إقناع الصين التي تتمتع بنفوذ أكبر لدى إيران وكوريا الشمالية بالانضمام إلى الجهود الدولية، لتنتهي الصحيفة في الأخير إلى دعوة وزارة الخارجية الكندية بتوضيح أجندتها الخارجية والابتعاد عن سياسة الغموض التي تلفها حالياً. خطوة بريطانية حازمة لم تخفِ صحيفة "ذي أستريليان" في افتتاحيتها ليوم أمس الخميس تحيزها الواضح لإسرائيل وسياساتها عندما انتقدت الخطوة البريطانية بطرد أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين من لندن على خلفية استخدام "الموساد" لجوازات سفر بريطانية في عملية اغتيال المبحوح؛ فالصحيفة وإن كانت تعترف بالخطأ الذي ارتكبته إسرائيل، معتبرة أن ما جرى تعدٍّ سافر على السيادة والقواعد الدبلوماسية، إلا أنها أيضاً اعتبرت الخطوة البريطانية قوية وتعكس تنامياً مطرداً في المشاعر المناهضة لإسرائيل داخل المملكة المتحدة والتي ظهرت حسب الصحيفة في مجلس العموم البريطاني عندما وصف أحد النواب إسرائيل بـ"الدولة المارقة". ولا يقتصر انحياز الصحيفة على انتقاد قرار وزير الخارجية البريطانية بطرد الدبلوماسي الإسرائيلي، وهو حق سيادي للندن لا غبار عليه، بل تنتقد أيضاً الإدارة الأميركية على ما سمته "تشدداً" في ردة فعلها إزاء إسرائيل، فعلى رغم العقبات التي يضعها إعلان الدولة العبرية ببناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية ترى الصحيفة أن الوقت ليس مناسباً للتشدد مع تل أبيب في وقت يحاول فيه المجتمع الدولي إرجاعها إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين، مصرة على ضرورة استمرار واشنطن في رعاية السلام، لكن دون فرض حلول على أطراف الصراع. اليابان ومشكلة "التونا" تطرقت صحيفة "جابان تايمز" في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي لقضية صيد "التونا" الزرقاء التي أثيرت في الأسبوع الماضي بعد فشل اجتماع لجنة تابعة للأمم المتحدة في 18 مارس بالدوحة في التصويت ضد صيد "التونا" الزرقاء المهددة بالانقراض، فقد حذرت الصحيفة أنه على رغم النجاح الذي حققته اليابان في عملية التصويت وإمكانية استمرار سفنها في الصيد بالمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، إلا أنه يتعين عليها الأخذ بعين الاعتبار الحساسيات الدولية، لاسيما لدى المنظمات البيئية التي تحذر من اختلال التوازن الإيكولوجي في البحار والمحيطات نتيجة اختفاء بعض أنواع الأسماك، والدور السلبي لذلك على سمعة اليابان كدولة مسؤولة في العالم. وفي تفاصيل عملية التصويت التي أوردتها الصحيفة فقد صوت لصالح مقترح حظر صيد "التونا" الزرقاء الذي تقدمت به موناكو عشرون بلداً فيما رفض المقترح 68 بعدما تدخلت الصين التي لا تريد هي الأخرى تطبيق الحظر وضغطت على العديد من البلدان الإفريقية التي تربطها بها مصالح اقتصادية وتجارية وتقدم لها مساعدات مالية، ولكن الصحيفة تؤكد على ضرورة الابتعاد عن نشوة الانتصار التي قد يحدثها فشل مرور المقترح، مشيرة إلى ضرورة توسيع دائرة الاكتفاء الذاتي من الأسماك بالتركيز على المياه القريبة من اليابان وإنشاء مزارع خاصة لتربية الأسماك تلبي الاستهلاك الداخلي وتحفظ الثروة السمكية في العالم، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالأنواع المتناقصة مثل "التونا" الزرقاء وغيرها. صراع "جوجل" والصين مازالت قضية انسحاب شركة جوجل من الصين تتفاعل في وسائل الإعلام، حيث أشارت صحيفة "تشاينا ديلي" في افتتاحية لها إلى الحدث باعتباره أمراً مؤسفاً تحول من قضية مرتبطة بهجمات القراصنة الإلكترونيين على محرك البحث الشهير إلى مسألة سياسية بعدما اختارت الشركة التصعيد، حسب الصحيفة، وتحول الخلاف إلى ما يشبه النزاع السياسي مع الولايات المتحدة التي أعادت، كما تقول الصحيفة، أسطوانتها المشروخة حول حرية التعبير وما إلى ذلك. وقد حرصت الصحيفة على التذكير بجملة من الأمور أرادت من خلالها التوضيح أن انسحاب جوجل من الصين قد يأتي بنتائج عكسية على الشركة قبل غيرها، فبمغادرتها للسوق الصينية الهائلة التي كانت تروج فيها لخدماتها على الإنترنت تحرم نفسها من مبالغ مالية كبيرة كانت تجنيها من السوق الإعلانية المزدهرة، هذا بالإضافة إلى السمعة السيئة، تقول الصحيفة، التي باتت تلاحق جوجل في الصين بعد خيار الانسحاب، دون أن ننسى ما يساهم به الانسحاب من إتاحة الفرصة للشركات المحلية التي تريد أن تستثمر في تكنولوجيا محركات البحث على الإنترنت والتي تشهد أصلا تنافساً محتدماً لفرض الذات في السوق الرقمية، وبخاصة في الصين التي يقدر فيها متصفحو الإنترنت بعشرات الملايين، وتنهي الصحيفة عرضها مذكرة بأن الصين اختارت فضاء افتراضياً بعيداً عن المواقع الإباحية والعنيفة حتى لو كان ذلك يعني خروج جوجل من الصين. إعداد: زهير الكساب