الأجواء مشجعة بقوة والأيام ذهبية بهيجة هنا في سوق "منذري" للفواكه بضواحي مدينة "الله آباد" الهندية، فمحاصيل البرتقال والليمون الحلو وفيرة، وفرص العمل اليومية المرتبطة بها تتزايد كلما مضى موسم القطاف قدماً مع الزمن وتدلَّت حبات "الذهب الأصفر" من الأغصان، ولذا تنكب هذه الأم العاملة الآن بهمة لإنجاز عملية فرز وتصنيف المحاصيل على أمل أن يعجب عملها تاجر الفواكه، فيستعين بها مجدداً في العمل أياماً أخرى مقبلة، تقبض في نهاية كل يوم منها أجراً نقدياً معلوماً يسمح باقتناء ما يسد رمق أفراد أسرتها، وربما حتى شراء بعض الفواكه أيضاً... لمَ لا؟ يذكر أن إسهام القطاع الزراعي من الناتج الداخلي الهندي الخام يصل إلى نسبة 18 في المئة، وهو بذلك يشكل رافعة تنموية قوية، ذات قدرات ذاتية هائلة على النمو، وخاصة أن تقاليدها متجذرة في الثقافة والوجدان، من الناحية التاريخية. والقطاع الزراعي إلى ذلك يوفر مصدراً استثنائياً لفرص العمل القارة والموسمية لشرائح هائلة من السكان الذين ما زالوا في معظمهم ريفيين، أو ذوي ارتباط قوي بالريف.