تنتظران ضيفاً، أم تلهوان في فناء المنزل؟ تترقبان قادماً من بعيد. أم هي استراحة قصيرة بعدها تستأنفان اللعب؟ تلك التساؤلات التي يكتنز بها المشهد، لا تستطيع إخفاء المنزل البسيط المبني بالطوب "اللبِن"، ولا (الستارة- الباب) التي تقف أمامها الطفلتان... القصة تتمثل في معسكر زمزم للنازحين، الذي يأوي المشردين، الذين تركوا ديارهم جراء العنف داخل إقليم دارفور السوداني. الطفلتان جزء من المأساة، ففي المعسكر لا مناص من القبول بالأمر الواقع، حيث لا خيارات ولا مدعاة للتطلع أو طرح المطالب... النزهة محصورة في فناء المنزل، حيث لا أدوات ولعب للتسلية. معاناة مزدوجة، فبعد ترك الديار، ومفارقة الجيران والأهل، تأتي مرارة اللجوء والتشرد، ومعها غياب البنى التحتية، وأساسيات العيش الكريم. المأمول أن يعود الاستقرار إلى إقليم دارفور، كي يتسنى لهاتين الفتاتين، توديع وحدتهما، والجلوس أمام منزلهما بما فيه من ذكريات، وأن تعودا إلى ونس الجيران ورعاية الأهل.