لعلّ الظهور المفاجئ للرئيس الموريتاني السابق محمد خونا ولد هيدالة على الساحة السياسية في موريتانيا من خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة هو حدث يستمد دلالته من الأوضاع السياسية الراهنة للبلاد والتي شهدت محاولة انقلابية دامية قادها ضباط متمردون بهدف التغيير الذي كاد يتم· ويعكس إلى حد ما حجم ما تعانيه أحزاب المعارضة التقليدية، لأسباب يتعلق بعضها بهذه الأحزاب ذاتها مما مهد الطريق أمام النظام لتهميشها واقصائها عن لعب دور سياسي فاعل·
وفي اعتقادي أن ذلك ما أدركه جزء كبير من الرموز والزعماء في المؤسستين العسكرية والقبلية، ممن كانوا وراء إقناع الرئيس السابق بالعودة وضرورة العدول عن قراره بالاعتزال·
وهم الذين يجدون في التغيير ضرورة ملحة لتجنيب البلاد الدخول في دوامة العنف الذي بدأت بوادره بأحداث يونيو الماضي وربما أن الشخص الأنسب لذلك هو ولد هيدالة·
فهو بصرف النظر عن تقييم ماضيه السياسي، قد مثل نقطة تقاطع وسطي بوصفه أحدأعضاء النخبة من الضباط الذين عاصروا الاستقلال· أما وضعه القبلي فيوفر فرصة للحد من استئثار قبيلة ما بالنفوذ والسلطة· وإذا كانت الظروف تبدو في صالح الرئيس السابق ومرشح الانتخابات الحالية هيدالة، من الناحية النظرية، فإننا ندرك صعوبة المهمة التي تنتظره، وسط تشكيكات متزايدة في امكانية إجراء انتخابات نزيهة وشفافة·
يحيى ولد يعقوب - أبوظبي