بدا لي عنوان مقال جيفري كمب، "عودة تركيا: اللعبة والرهانات"، موحياً وذا دلالة على التاريخ، لاسيما أنه قلما يهتم الكتاب السياسيون الغربيون في أدبياتهم التحليلية حول أحداث المنطقة الشرق أوسطية وتطوراتها، بالخلفيات الحضارية لهذه المنطقة وماضيها المشترك. فـ"العودة" في هذا السياق التركي تشير إلى ما يجمع تركيا بالعالم العربي، وإلى علاقتها بفلسطين التي رفض السلاطين العثمانيون التخلي عنها في أي من مشاريع الصفقات التي عرضت عليهم منذ أواخر القرن الـ19 للإبقاء على إمبراطوريتهم قائمة. أما لعبة الحاضر ورهاناته فيندرجان في الوضع التركي وما ينطوي عليه من أوراق مهمة ضمن توازنات القوة والتأثير، إقليمياً ودولياً. ومن ذلك أن تركيا الدولة الإسلامية الوحيدة العضو في "الناتو"، وكونها أكبر حليف إسلامي لإسرائيل، وكذلك تحكّمها بأهم خطوط نقل الطاقة المتجهة إلى أوروبا... وكلها أوراق مهمة لا يمكن قراءة مفردات اللعبة دون التمعن في أهميتها الوازنة. جلال صدقي -القاهرة