في البداية كانت هذه الزيارة الميدانية مجرد زيارة تفسُّح ومجاملة أداها وزير التجارة الأميركي "جاري لوك" رفقة مضيفه وزير الرعاية والتعاون الإندونيسي "أغونغ لاكسونو"، وقادتهما معاً إلى جناح صيادي أسماك التونة هنا في ميناء "موارا بارو" في جاكرتا. ولكن بسرعة لفت حضور الوزيرين المفاجئ اهتمام معظم الموجودين الذين التفوا حولهما شارحين آثار التغير المناخي والصيد الجائر على أسماك التونة التي تناقصت أعدادها وأحجامها بشكل كبير، وبدت أنواع منها هزيلة وشاحبة بشكل يدعو للقلق. والرسالة المتضمنة في هذا التنبيه المبني على مشاهدات وقرائن من أرض الواقع، مثلت ضربة عكسية على ما يبدو، خاصة أن الوزير الأميركي جاء إلى هنا ضمن جولة واسعة في البلدان الآسيوية بهدف الترويج لضرورة استخدام مصادر الطاقة النظيفة مثل الرياح والطاقة الشمسية! ولكن رب صدفة خير من ألف ميعاد، فها هو يجد هنا أيضاً من يدعو بلاد "العم سام" بدورها لبذل المزيد من الجهد في مواجهة التغير المناخي، والاحتباس الحراري، خاصة أن كثيراً من نشطاء الجهد البيئي العالمي يحملونها، مع الصين، المسؤولية الأكبر عن فشل مؤتمر كوبنهاجن، العام الماضي، حول التغير المناخي، وما زالوا ينتظرون منها مبادرات إيجابية، في المجال البيئي، وهي التي تعاني هذه الأيام من كارثة تسرب خليج المكسيك. فهل وصلت الرسالة؟!