قرأت مقال الدكتور وحيد عبد المجيد، "كي لا تفلت إسرائيل مجدداً"، وقد استعرض فيها عناصر الجريمة وأركانها ضمن العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها الدولة العبرية ضد قافلة الغوث الإنساني المتجهة إلى قطاع غزة (أسطول الحرية)، وبيّن في الوقت ذاته ضرورة عدم السماح لها بالإفلات من العقاب مرة أخرى على جريمتها الحالية، حيث اعتادت دائماً أن تحظى بالحماية من المساءلة والحساب عما تقترفه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، ما جعلها باستمرار تتصرف وكأنها دولة فوق القانون. وفي هذا الإطار، أتفق مع الكاتب في قوله إن القضاء الدولي قد لا يكون فعالا في هذا الخصوص بسبب النفوذ الذي يتمتع به حلفاء إسرائيل هناك. بينما يتمتع القضاء الإقليمي، لاسيما محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، والقضاء الوطني في عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي كذلك، باستقلالية كافية. لكن تبقى فعالية تحرك كهذا، إن على الصعيد الدولي أو الأوروبي، مشروطة بوجود الإرادة العربية الرسمية التي لم تترجم نفسها فعلياً إلى الآن في هذا المجال. ياسر جلال -أبوظبي