نشرت مجلة "الأيكونوميست" البريطانية الشهيرة، تحقيقاً مطولاً في عددها الأخير عن توسع شركات الطيران الخليجية، وشرحت التوسع المذهل الذي تحققه كل من الإمارات وقطر في مجال الطيران والمطارات، وذكرت معلومات دقيقة عن مطار دبي رقم 3 الذي افتتح قبل ستة أشهر، وقارنت بينه وبين المطار رقم 5 في هيثرو، حيث أن كلاً منهما قادر على استيعاب 30 مليون راكب سنوياً. أما الفرق بينهما فهو أن مطار دبي3 أكبر ثلاث مرات من مطار هيثرو 5، وأن لديه القابلية للتوسع مستقبلاً حيث سيستقبل الطائرات الإماراتية الضخمة A3805 لدى تشغيلها في عام 2012. وقد أكد مسؤولو مطار دبي أنه بأجنحته الثلاثة يستقبل 42 مليون مسافر، وأنه الثالث عالمياً بعد مطاري هيثرو وهونج كونج. هذا ويتوسع مطار دبي بمعدل 20 في المئة سنوياً. وإلى ذلك فقد بدأ العمل في مطار آل مكتوم في جبل علي، والذي سينتهي العمل فيه عام 2020، وهو مخصص للشحن وسيصبح من أكبر المطارات في العالم. أما مطار أبوظبي فتم توسيع قدرته الاستيعابية لتصل 20 مليون راكب في عام 2012، وسوف ترتفع هذه القدرة إلى 40 مليون راكب خلال سنوات قليلة قادمة. كما أن مطار الدوحة الدولي الذي سيفتتح بعد 18 شهراً، لديه القدرة على استيعاب 24 مليون راكب سنوياً، وسيتضاعف هذا الرقم بعد عام 2015. وهكذا ستصبح هذه المطارات الخليجية الثلاثة بعد 5 سنوات قادرة على استيعاب عدد من الركاب يتجاوز الطاقة الاستيعابية لمطارات هيثرو وشارل ديجول وفرانكفورت مجتمعة. وتساءلت المجلة عن أسباب هذا التوسع في مجال الطيران... وما إذا كانت له مبررات اقتصادية أم لا؟ وشرحت التوسعات في مجال الطيران في دول الخليج؛ ابتداءً من انطلاق شركة "طيران الخليج" قبل أكثر من 25 عاماً، بمشاركة البحرين وقطر والإمارات وعمان... ثم نشأت فيما بعد شركة "طيران الإمارات" التي نمت حتى أصبحت واحدة من الشركات العالمية بأسطول يتجاوز حجمه 134 طائرة، علاوة على 140 طائرة جديدة ينتظر أن تدخل الخدمة، وضمنها 50 طائرة ضخمة من طراز A585. كما وقعت "طيران الإمارات" اتفاقاً بـ11،5 مليار دولار لشراء 32 طائرة إيرباص A3805 خلال معرض برلين الأسبوع الماضي، وبذلك أصبحت تملك 90 طائرة عملاقة. ويتوقع أن يصل أسطول "طيران الإمارات" 400 طائرة في عام 2020. ورغم الركود الاقتصادي العالمي، فقد بلغت أرباح الشركة خلال العام الماضي مليار دولار، بينما خسرت شركات عالمية أوروبية، مثل الفرنسية (1،56 مليار يورو)، والبريطانية (758 مليون دولار). وقد وسعت "طيران الإمارات" عملياتها لتشمل المدن البريطانية الرئيسية وكل دول الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وأنشأت إمارة أبوظبي شركة "الاتحاد للطيران" عام 2003، وهي من أكثر شركات الطيران توسعاً، حيث خصصت 8 مليارات دولار لطلب طائرات جديدة في عام 2004، و43 مليار دولار في عام 2008. ويأتي هذا التوسع ضمن خطط طموحة لجعل مدينة أبوظبي منطقة عبور عالمية لرجال الأعمال والسياح، بزيادة سنوية تصل 3 ملايين مسافر. أما قطر التي تخلت عن "طيران الخليج" عام 1993، فتملك أسطولا مكوناً من 82 طائرة، وقد تقدمت بطلب لشراء 285 طائرة جديدة، منها 5 طائرات ضخمة A3805، وحصلت القطرية على جائزة دولية ضمن أفضل 6 شركات عالمية للطيران. وأخيراً نرى أن توسع الدولتين الخليجيتين، الإمارات وقطر، في مجال الطيران، سيصب في مصلحتهما إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية في أوروبا وآسيا والعالم. فاهتمام المسؤولين في هذين البلدين بآسيا هو محاولة لإحياء طريق الحرير القديم، باستخدام التكنولوجيا الحديثة للنقل ومن خلال سياسة منفتحة على العالم كله.