رؤية جديدة للصناعة اليابانية...وكوريا الجنوبية تخوض حرباً دبلوماسية ------ هل بمقدور كوريا الجنوبية تجاوز العقبة الروسية-الصينية ومعاقبة بيونج يانج على إغراقها للسفينة "شيونان"؟ وماذا عن خطة تطوير الصناعة اليابانية؟ وكيف ينظر "ليبراليو" كندا لسياسة بلادهم الخارجية؟ وماذا عن عيوب خطط الإصلاح الروسية؟ تساؤلات نسلط الضوء على إجاباتها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. ------ "حرب دبلوماسية" بهذه العبارة عنونت "ذي كوريا تايمز" افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، مستنتجة أنه حان الوقت للانتصار على الصين وروسيا، الصحيفة تقول إن مجلس الأمن الدولي بدأ مناقشات حول حادث غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية يوم26 مارس الماضي، وذلك كي يقرر المجلس ما الذي يمكن فعله للرد على كوريا الشمالية التي هاجمت السفينة "شيونان"بطوربيد، لكن يبدو أن تلك المناقشات ستسغرق وقتاً طويلاً...من جانبها تسعى سيول للحصول على تأييد لخطتها الرامية إلى معاقبة بيونج يانج، خاصة أن استهداف السفينة أدى إلى مصرع 46 بحاراً كوريا جنوبياً. أما كوريا الشمالية فهي تحاول إنكار ضلوعها في الهجوم. وحسب الصحيفة، فإن محققين من كوريا الجنوبية وخمس دول أخرى، قدموا يوم الاثنين الماضي ملخصاً مفاده أن بيونج يانج تقف وراء غرق "شيونان"... سيول لم تتلق أية معارضة من مجلس الأمن لنتائج التحقيق، ما يعني أن أعضاء المجلس الخمسة عشر قبلوا نتائج التحقيق بنسبة 100 في المئة. صحيح أن سيول أمامها عقبات يجب التغلب عليها كي تجعل مجلس الأمن يصدر إدانة لكوريا الشمالية على عملها العدواني واتخاذ الخطوات اللازمة ضد نظام بيونج يانج العسكري. لكن ينبغي على كوريا الجنوبية أن تقنع أعضاء مجلس الأمن بصحة التحقيقات التي توصلت إليها في حادث غرق "شيونان"، كي يتخذ المجلس إجراءات عقابية ضد بيونج يانج. وفي هذا السياق تخوض سيول حرباً دبلوماسية لإقناع الصين وروسيا – الحليفتين التقليدتين لكوريا الشمالية- بنتائج التحقيق ومساعدة سيول ضد بيونج يانج، غير أنه من المؤسف أن بكين وموسكو تحفظتا على نتائج التحقيق. سيول لمحت أنها لن تضغط باتجاه عقوبات ضد بيونج يانج، لكنها تريد من مجلس الأمن أن يصدر قراراً لا ترد فيه عقوبات جديدة ويتضمن توبيخاً لكوريا الشمالية، وعلى أية حال لن تستطيع سيول إحراز تقدم في أي من الهدفين (فرض عقوبات جديدة، أو توبيخ بيونج يانج) من دون موافقة الصين وروسيا، أو تجاوزهما. وفي هذا الإطار، يخطط البرلمان الأوروبي لإصدار قرار ضد كوريا الشمالية، ويدعو القرار المرتقب كلاً من الصين وروسيا للتعاون من أجل مساءلة بيونج يانج على تورطها في إغراق "شيونان". ومن المأمول أن يساعد هذا القرار بكين وموسكو على تغيير موقفهما وإدانة كوريا الشمالية. إصلاح الاقتصاد الياباني في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "رؤية من أجل التنافسية"، أشارت "جابان تايمز" اليابانية إلى أن الاقتصاد الياباني يعاني من ضعف الطلب المحلي بسبب الانكماش وارتفاع نسبة المسنين، ويواجه أيضاً منافسات من الشركات الأجنبية خاصة الكورية الجنوبية والصينية، ولذلك أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة والمجلس الهيكلي التابع لوزارة الصناعة ورقة تعرف بـ"رؤية الهيكل الصناعي لعام 2010” ، وذلك بهدف زيادة قدرة اليابان التنافسية. ومن بين الأمور الواردة في الورقة أنه لا بد من وضع حد للاعتماد المكثف على صناعة السيارات، وهذا يتطلب البدء في تطوير خمسة قطاعات استراتيجية: أولها تطوير البنى التحتية الخاصة بمفاعلات الطاقة النووية وبخطوط السكك الحديدية، ثانيها تطوير صناعات مرتبطة بالبيئة والطاقة، ثالثها تعزيز الصناعات الخاصة بالرعاية الصحية والعناية بالطفل، رابعها تشجيع الصناعات ذات البعد الثقافي كالأزياء، وأخيرا تعزيز الصناعات الخاصة بـ"الروبوتات". "رؤية إيجناتييف العالمية" بهذه العبارة، عنونت "تورونتو ستار" الكندية أول من أمس افتتاحيتها، مشيرة إلى أن "ميشيل إيجانتييف" زعيم "الليبراليين" في كندا طالب بلاده بالانخراط من جديد مع العالم، وذلك بعد سنوات من السياسات الخارجية غير الطموحة لـ"المحافظين" الكنديين. الزعيم "الليبرالي" يقترح عودة لدور كندا القيادي على الصعيد العالمي. الصحيفة ترى أن صاحب الفكرة يسعى إلى نيل شهرة من ورائها والظهور كمفكر عالمي، ما يعكس انضوائه في لعبة تأتي في وقت يطمح "الليبراليون" في كسب جاذبية سياسية، على حساب المقاربة الخارجية لرئيس الوزراء الكندي، التي يبدو أن الكنديين أقل تأثراً بها. صحيح أن "هاربر" دشن علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وأعاد بناء الجيش، ويصر على مزاعمه في منطقة المحيط القطبي، لكن أداءه كان مُحبِطاً في مجالات أخرى، فهو لم يعر الأمم المتحدة سوى اهتمام محدود، باستثناء سعيه لتدشين "لوبي" من أجل الحصول على مقعد في مجلس الأمن، ولم يبد إلا اهتماماً ضئيلاً بالاحتباس الحراري وبعمليات حفظ السلام وضبط التسلح، كما أنه غير سياسة كندا التقليدية في الشرق الأوسط، وأهمل الصين والهند رغم أنهما قوتان صاعدتان، ولم يواصل تقديم المساعدات لأفريقيا رغم أنها في أمس الحاجة إليها. رؤية "إيجناتييف" صدرت في ورقة تحمل عنوان "كندا والعالم...شبكة استراتيجية عالمية أكثر اتساعاً وسخاءً"، وهو يقترح توسيع العلاقات الاقتصادية والثقافية مع الصين والهند، وأن تتعاون كندا مع الولايات المتحدة في مجالات كتسعير الكربون وضبط التسلح والطاقة النظيفة. ويطالب "إيجناتييف" بسياسة أكثر توازنا تجاه الشرق الأوسط، ويتبنى مقاربة من خلالها تعاود أوتاوا الانخراط مع الأمم المتحدة كمنظمة منهمكة في حفظ السلام ومنع نشوب النزاعات، وتجعل تقديم المساعدات لأفريقيا ودعم المرأة، على رأس أولوياتها الخارجية. الصحيفة تقول إن ورقة "إيجناتييف" تحمل الكثير من التفاصيل، من بينها بقاء القوات الكندية في أفغانستان، كمدربين بعد انتهاء مهمتهم، وحسب الصحيفة، فإن الورقة تقدم للناخبين الكنديين رؤية بديلة تمهد لأرضية جيدة للسجال السياسي في البلاد. أسس التحديث الروسي في مقاله المنشور بـ"ذي موسكو تايمز" الروسية يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "التحرك في ما وراء بطرسبرج وفيكسلبرج"، أشار "فلاديمير ريزكوف" إلى أن رؤية ديمتري ميدفيديف وإدارته للتحديث، تقوم على التجديد التقني في البلاد. الرئيس الروسي خصص خمس مناطق ستشهد تطوراً تقنياً. وثمة قرار روسي تم اتخاذه، لتدشين مدينة للإبداع في "سكولكوفو" الواقعة في زمام مدينة موسكو، على أن تتمتع المنطقة بإعفاءات ضريبية، المشروع يحمل اسماً افتراضياً هو "فيكسلبريج" نسبة إلى مديره الملياردير "فيكتور فيكسلبرج". الكاتب، وهو نائب رئيس مجلس "الدوما" نوه إلى أن الكريملن يرفض أي مبادرة تتضمن تحديثاً بوتيرة منتظمة لكل أرجاء روسيا، وهذا الموقف لا يشمل المبادرات المتعلقة بالتقنية فقط، بل يطال أيضاً إصلاح المؤسسات السياسية لضمان حكم القانون وتفعيل العدالة الاجتماعية، وإرساء توازن جديد بين موسكو وبقية المناطق الروسية من أجل توفير مناخ ملائم للاستثمار... الكريملن يقول "لا" لأي اقتراح لتنفيذ عمليات تطوير منهجية، تطالب بها المعارضة أو خبراء معهد التنمية المعاصرة أو حتى اللجنة الأوروبية التي تبنت مبادرة للشراكة والتحديث مع روسيا. لكن الروس يريدون نسقاً واضحاً للتحديث يتمكنون خلاله من إجراء إصلاحات مجتمعية وإبرام عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمجتمع. إعداد: طه حسيب