التقشف خيار حتمي لبريطانيا... وانهيار فرنسي في كرة القدم أحداث قرغيزستان، وانهيار المنتخب الفرنسي لكرة القدم، وسياسة التقشف البريطانية، وانتقادات الجنرال ماكريستال للرئيس الأميركي وأركان حكمه... موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة أسبوعية على الصحافة البريطانية. جرح قرغيزستان النازف: في مقاله المنشور بـ"الأوبزرفر" يوم الأحد الماضي، و تحت عنوان "قرغيزستان إرث ستالين المدمر"، علق "إدوارد ستورتون" على الأحداث الدامية في قرغيزستان التي أدت إلى مصرع المئات من السكان ونزوح مئات الآلاف من ديارهم، فقال إن ذلك البلد الفقير الواقع في وسط آسيا، قد شهد ثورتين خلال خمس سنوات اندلعتا لنفس الأسباب تقريباً وهي الاستبداد، والفساد السياسي، وسياسات المحسوبية، والتلاعب في نتائج الانتخابات، وأن "روزا أوتونباييفا" رئيسة الحكومة المؤقتة في البلاد، بعد فرار الرئيس السابق، تحاول كسر هذه الدائرة الجهنمية من خلال إجراء تعديل دستوري لإدخال نظام برلماني محل النظام الرئاسي للحد من السلطات شبه المطلقة، لمن يتولى منصب الرئيس. يرى الكاتب أن هذه المحاولة قد تؤدي بالفعل إلى تهدئة الأوضاع في البلاد، إذا سارت الأمور حسبما تتمناه "أوتونباييفا"، ولكنه يعرب مع ذلك عن تشاؤمه بشأن إمكانية وضع حد للعنف الإثني الذي يتجدد في تلك البلاد بين آونة وأخرى، وذلك بسبب ما يصفه بـ"الإرث المدمر"، الذي تركه جوزيف ستالين عندما قام برسم خرائط هذه البلاد وتحديد حدودها الجغرافية دون الأخذ في الاعتبار توزيعات السكان، كي يضمن السيطرة على تلك الجمهوريات من خلال سياسات التفريق بين الأعراق، التي تعيش فيها، وهو ما يتحقق بالفعل في الوقت الراهن في هذه الدولة التي تتعايش فيها ثلاثة أعراق رئيسية، هي القرغيز والطاجيك والأوزبك وأعراق أخرى فرعية تثور بينها الصراعات من وقت لآخر جاعلة هذا البلد وغيره من بلدان آسيا الوسطى في حالة شبه دائمة من عدم الاستقرار. سياسات تقشفية في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "العبء يجب أن يتوزع بالتساوي"، قالت الصحيفة إن أحداً لا يمكن أن يلوم "جورج أوزبورن" وزير المالية البريطاني بشأن خطة التقشف، التي أعلنها لإصلاح الاقتصاد، الذي يعاني من عيوب هيكلية أو بشأن نيته العمل على تنفيذ تلك الخطة دون إبطاء، على الرغم من الانتقادات التي يتعرض لها من قبل الكثيرين من الاقتصاديين، الذين يخشون أن تؤدي تلك الإجراءات إلى خنق التباطؤ الاقتصادي الضعيف، وإعادة الاقتصاد مرة أخرى إلى دائرة الركود. وأضافت الصحيفة أن "أوزبورن" لا يمكنه التراجع أمام تلك الانتقادات، خصوصا بعد أن صنفت وكالات التصنيف الائتماني الاقتصاد البريطاني بأنه اقتصاد بات على أبواب الدخول لمرحلة الخطر، إذا لم تتخذ الحكومة الإجراءات السليمة التي تضمن أن خطة التقشف التي تنوي تنفيذها لن يكون مصيرها الفشل. ولكن الصحيفة تطالب الوزير بالعمل على مراعاة توزيع الأعباء الخاصة بذلك التقشف على فئات الشعب البريطاني بالتساوي بحيث لا يتحمل تبعاتها الفئات الأكثر احتياجاً. الفرنسيون في أزمة تحت هذا العنوان استنتجت"التايمز" في افتتاحيتها أول من أمس أن الفرنسيين كانوا يشعرون بالغيظ الشديد بسبب الأداء الضعيف وغير المتوقع لفريقهم في مباريات كأس العالم المقامة حالياً في جنوب أفريقيا- قبل أن يخرج الفريق من الدور الأول خالي الوفاض - خصوصا وأنهم كانوا يتوقعون الكثير من فريقهم، الذي وصل للمبارة النهائية لـ"كأس العالم السابقة"، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بها، وأنهم أصيبوا بالصدمة بعد ذلك، بعد أن تناقلت وسائل الإعلام العالمية أنباء الخلاف الكروي الذي وقع بين المدرب"ريمون دومنيك، ولاعبه "نيكولا أنيلكا" حول طريقة اللعب، تفوه فيه اللاعب بألفاظ جارحة. وأشارت الصحيفة إلى التداعيات التي ترتبت على هذه المشادة، وما تبعها من تمرد لأعضاء الفريق تضامناً مع زميلهم المطرود، ومنها انخراط فرنسا كلها في بحث عميق في أعماق الذات وسيادة نوع من القلق الوجودي بعد أن كشفت المباريات وذلك الحادث عن حقيقة أن فرنسا قد غدت غير قادرة على المنافسة العالمية ليس في مجال الكرة فحسب بل وفي مجالات أخرى عديدة، وأن ذلك الفريق كان أشبه بمرآة تعكس فرنسا بأسرها في الوقت الراهن بكل ما فيها من صراعات سياسية، وانقسامات إثنية، تهدد تماسك المجتمع وقدرته على الأداء والإنجاز وتلك حقيقة يجب أن يدركها الفرنسيون. *"نداء من كابول" تحت عنوان" تهور الجنرال" تناولت التايمز في افتتاحيتها أمس الأربعاء الأزمة التي تفجرت بين الجنرال "ستانلي ماكريستال" بعد أن أدلى هو ومساعدوه بتصريحات تحط من قدر أوباما ومساعديه لمراسل يعمل في مجلة"رولنج ستون" على مدى عدة أيام. وقالت الصحيفة إن أكثر تلك الانتقادات حدة وصف ماكريستال لـ"جيم جونز" مستشار أوباما بأنه" مهرج"، وقوله إنه في أول اجتماع جمعه مع أوباما في كابول أثناء زيارة الأخير لها قد وجد الرئيس" غير مستعد ومخيباً لآماله".وترى الصحيفة أن هذه الانتقادات - خصوصا على ضوء ما هو معروف عن الجنرال من انضباط صارم -كانت غير متوقعة، وأنه يستحق التوبيخ من أوباما. ولكن المضي لما هو أكثر من ذلك من جانب الرئيس سوف يكون خطأ فادحا على أساس أن استراتيجية ماكريستال قد حققت بعض الإنجازات الملموسة في أفغانستان وإقالته سوف تعني أنه لن يمكن مواصلة السير في تنفيذ تلك الإنجازات، ودعت أوباما في ذلك الوقت إلى أخذ الانتقادات التي جاءت من الجنرال على محمل الجد، والعمل على إزالة أسباب شكواه الحقيقية، لأن الرئيس فعلاً قد تأخر أكثر من اللازم في إرسال أعداد القوات التي كان الجنرال قد طالب بها علاوة على التدخلات العديدة في عمله والانتقادات المستمرة التي يتعرض لها من جانب "ريتشارد هولبروك" مبعوث الرئيس الخاص و"كارل أيكنبيري" سفير الولايات المتحدة في أفغانستان، الذين لا يرون ما حققه الرجل من إيجابيات. إعداد: سعيد كامل