الغاية التي يرمي هؤلاء العمال لتحقيقها من وراء الجلوس تحت الحاوية ليست فقط اتقاء لفح الشمس، وإنما أيضاً لضمان عدم تحرك الحاوية أو قطْرها مع عربة أو شاحنة. والسبب هو أن الإضراب العام الذي يخوضه العمال هنا في هذا المصنع بمنطقة "نانشا" بمقاطعة "جوانجدونج" في جنوب الصين، يقتضي الحيلولة دون تحرك المركبات والشاحنات والمقطورات، والعمل على شل حركة نقل البضائع ومنتجات المصنع، حتى تستجيب إدارته لمطالب العمال، كاملة غير منقوصة. يذكر أن شركة "تويوتا" اليابانية اضطرت يوم الثلاثاء الماضي لوقف الإنتاج في مصنع صيني لتجميع سيارات الشركة، كما عرفت مصانع وشركات أجنبية أخرى كثيرة تنشط في الصين حالات إضراب عمالية واسعة خلال الفترة الأخيرة، فيما بات يشكل ظاهرة جديدة بعض الشيء، على النسيج العمالي والمطلبي الصيني. ويرى بعض المراقبين أن تداعيات الكساد، وصعوبة ظروف العاملين في وجه تكاليف الحياة، زيادة على سياسات القبضة الرخوة ذات الجرعات الأكبر من الانفتاح، التي عرفتها بلاد التنين في الفترة الأخيرة، كلها عوامل أدت لظهور موجة الإضرابات المتنامية، وغير المعهودة عادة في بلاد ذات تخطيط مركزي صارم واقتصاد اشتراكي موجه مثل الصين. ويرى هؤلاء أيضاً أن زيادة جرعات الليبرالية الاقتصادية قد تترجم نفسها، في المدى المنظور، إلى جرعات مماثلة من الليبرالية السياسية. وعندها قد تتكرر مثل هذه المشاهد لتتكشف عن أجواء مختلفة في عموم الصين، ولتدور عجلة التغيير في مسارات جديدة.