لا شك في أننا ننظر جميعاً بكل تفاؤل إلى المستقبل في ظل هذا الاهتمام الاستثنائي الذي توليه قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله إلى تطوير منظومة التعليم، حيث شهدت الآونة الأخيرة مؤشرات واضحة على هذا الصعيد وتقاطرت المبادرات الكريمة والخطط النوعية الرامية إلى تطوير هذه المنظومة بأكملها، وبات واضحاً للعيان أن الدولة تضع التعليم في صدارة اهتماماتها، وأن هناك رهاناً قويّاً على تعظيم الاستفادة من ثروتنا البشرية لتلبية احتياجاتنا المستقبلية في مختلف قطاعات العمل والبناء، وفي هذا الإطار يتنامى الاعتماد على التخطيط وتتضافر الجهود ويبرز دور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، على صعيد تطوير هذا القطاع الحيوي في إمارة أبوظبي. إن ما يتحقق على صعيد تطوير التعليم في مدارس إمارة أبوظبي وبقية إمارات الدولة هو جزء لا يتجزأ من ملحمة تطوير شاملة تشهدها البلاد في القطاعات كافة، وهو بالتأكيد استجابة لاحتياجاتنا المستقبلية من الموارد البشرية، وهو تطوير قائم على خطط تكاملية شاملة أيضاً تستهدف أضلاع المنظومة التعليمية كافة، الطلبة والمعلمين والبنى التحتية ومفردات البيئة المدرسية والمناهج والإدارات المدرسية، سعياً نحو عملية تعليمية فاعلة تستجيب لاحتياجاتنا التنموية الحقيقية، وبالشكل الذي يعظّم مخرجات التعليم ويطوّر مهارات المواطنين والمواطنات ويجعلهم قادرين على خوض سباق التنافسية في القرن الحادي والعشرين بجدارة. إن خطط تطوير قطاع التعليم ومخرجاته، التي تحظى بجلّ اهتمام صاحب السمو رئيس الدولة كما أكّد ذلك، مؤخراً، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، هي استثمار مباشر في المستقبل، فالتعليم يستحق بالفعل هذا الاهتمام رفيع المستوى، وطموحاتنا التنموية الواعدة تبدو بحاجة ماسة إلى طفرة نوعية هائلة في نظامنا التعليمي، كي تقطف أجيالنا المقبلة ثمرات هذه الطفرة من ناحية، وكي نلبي احتياجات المستقبل من الموارد البشرية المواطنة المؤهلة من ناحية ثانية، ولذا كان لزاماً توفير معايير التعليم الجيد بمقوماته كافة، وإطلاق العنان للمواهب والكفاءات الخلاقة وتوفير الفرص والبيئة المناسبة لها كي تأخذ مكانها على خارطة المستقبل. إن التعليم هو قضية الحاضر والمستقبل، ومستوى تأهيل الخريجين وصقل مهاراتهم بات أحد أولويات صانعي القرار في الدول التي تتنافس على تبوّؤ مقاعد الصدارة الاقتصادية عالميّاً، ومستويات الطلاب في اختبارات الرياضيات والعلوم لم تعد شأناً أسريّاً ولا نخبويّاً بل تحوّلت إلى هاجس يؤرق الساسة والخبراء في الدول المتقدمة، ودولة الإمارات، بكل ما حققته من إنجازات، وما تمتلكه من طموح تنموي، ليست استثناء من هذه القاعدة، ولذا فإن من الأمور المبشرة أن تكون جهود قيادتنا الرشيدة على صعيد تطوير التعليم في صدارة العناوين الصحفية وأن يكون تطوير التعليم في بؤرة الاهتمام الرسمي والشغل الشاغل لدينا، شأننا في ذلك شأن الساعين بكل جد إلى القمة من الدول وأصحاب التجارب التعليمية والتنموية الناجحة في العالم أجمع، باعتبار أن المسألة لا تتعلق بالميزانيات والتمويل فقط، بل بالتخطيط ودور صانعي القرار في قيادة عملية التحديث والتطوير أيضاً، ولاسيما إذا كنت تطمح إلى الأفضل عالميّاً، وإلى الاستفادة من كل عناصر النجاح والتفوق في التجارب التعليمية السائدة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية