"تشيمركا" خطر على روسيا...وتحديات اجتماعية أمام الدول النامية دواعي تمديد سيطرة الأميركيين على قيادة العمليات في القوات المسلحة الكورية الجنوبية، والعالم مقبل على حقبة "تشيمركا" التي تسيطر فيها واشنطن وبكين على العالم، والنمو الاقتصادي لا يضمن حلولاً للمشكلات الاجتماعية في البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، والصين تخطط لاحتواء مخاطر الفيضانات...موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. تأجيل انتقال "القيادة" تحت عنوان "إعادة تنظيم قيادة القوات"، نشرت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية يوم أمس افتتاحية نوهت خلالها إلى أن الرئيس "لي ميونج باك" عبر عن امتنانه لأوباما لقبوله طلب "سيول" تأجيل نقل مسؤولية "القيادة المركزية للقوات" التي يتم العمل بها في البلاد منذ الحرب الكورية من الولايات المتحدة إلى كوريا الجنوبية ليصبح في عام 2015، وذلك بعدما تمت الموافقة على موعد آخر هو 2012... هذا يعني أن القيادة العسكرية الأميركية في كوريا الجنوبية ستظل تمارس دورها القيادي مع القوات الكورية الجنوبية، حتى إذا شنت كوريا الشمالية حرباً خلال السنوات الخمس المقبلة. الصحيفة أشارت إلى أنه قبل ثلاث سنوات اتخذ الكوريون الجنوبيون موقفاً معاكساً، حيث طلبوا أن تؤول إليهم قيادة القوات في وقت مبكر، أي قبل الوقت المتفق عليه سلفاً، حيث سبق وأن اتفق وزيرا دفاع البلدين على تحديد موعد 17 أبريل 2012 كنوع لانتقال القيادة المركزية إلى الكوريين، وذلك استناداً إلى رؤية الرئيس السابق "رو مو هيان"، مفادها أن عودة هذه القيادة تعتبر عودة للسيادة العسكرية إلى كوريا الجنوبية... لكن لماذا تغير الموقف في سيول؟ المسؤولون في الشطر الجنوبي يرجعون الأمر إلى ثلاثة عوامل: أولها أن كوريا الشمالية أبدت عناداً متزايداً خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أن الموقف الأمني داخل شبه الجزيرة الكورية سيصبح غير مستقر في عام 2012 بسبب التغيرات السياسية المتوقعة في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وروسيا والصين، كما أن القوات الكورية الجنوبية لم تكن مستعدة لخوض الحرب اعتماداً على استخباراتها وإمكانياتها في أنظمة الاتصال...قرار تأجيل انتقال قيادة القوات يحمل في طياته رسالة مفادها أن كوريا الجنوبية تعزز تحالفها مع الولايات المتحدة، وأن بيونج يانج ستغامر إذا شنت الحرب على سيول. "تشيمركا" بعد "باكس أميركانا" في مقالها المنشور بـ"ذي موسكو تايمز"الروسية يوم أمس، أشار "إليكسي باير" إلى أن الصين كقوة صاعدة قد أنقذت الولايات المتحدة من الإفلاس، ولتوصيف العلاقة الأميركية- الصينية، صاغ الباحثون إصلاحاً جديداً هو "تشيمركا"، فواشنطن تزداد ضعفاً والصين تصبح أكثر قوة، مستغلة ترهل الولايات المتحدة في بناء قوتها الصناعية. الصين تحتاج الولايات المتحدة كي تعزز طاقتها الإبداعية وتطور تقنيات جديدة. في حين تحتاج الولايات المتحدة الديون الصينية والأسعار الرخيصة للمنتجات الصينية، كي يواصل الأميركيون حياتهم بمستويات معيشية مرتفعة رغم قلة إنتاجهم. "باير" وهو كاتب روسي مقيم في نيويورك، يرى أن العالم سيجد الحقبة الأميركية التي هيمنت على العالم بعد الحرب العالمية الثانية والتي سادتها الليبرالية والديمقراطية قد تحولت إلى حقبة "تشيمركا"، ومن المؤكد- حسب الكاتب- أنها ستكون أكثر قبحاً من سابقتها، ذلك لأن الصين ذات ميول سلطوية وسكانها يحظون بحريات أقل، ويتعرضون لأحكام بالإعدام تفوق أي بلد آخر في العالم، كما أن الصين لا تتسامح مع رغبة سكان التبت في تقرير مصيرهم. سياسة بكين الخارجية تجاه زيمبابوي، تعكس قيم الصين وأولوياتها، حيث وقعت شركات مملوكة للحكومة الصينية عقودا مع الرئيس روبرت موجابي، وتستثمر بكين في زراعة أراضي استولت عليها حكومة موجابي من البيض، كي يستهلك الصينيون ما تنتجه، في الوقت الذي يتعرض فيه عامة الزيمبابويين للمجاعة. وبالنسبة لروسيا، فإنها تمر بخصخصة يسيطر عليها بيروقراطيون يقدمون أنفسهم كـ"روس وطنيين"، لكنهم ينهبون قدر ما يستطيعون، بينما الصين تستغل بعض الأراضي في سيبيريا، وتستورد مواد أولية من روسيا بأرخص الأسعار...إن عالماً غير ليبرالي تهيمن عليه واشنطن بوحشيتها وبكين بجشعها ينذر بكارثة وطنية لروسيا... مشكلات اجتماعية "مانموهان أجريول"الزميل الزائر بمركز الإبداع الحكومي في "واتيرلو" في كندا، وهاني بيسادة الباحث الرئيسي في المعهد ذاته، و"ليال وايت" أستاذ إدارة الأعمال في معهد جوردون بجامعة بريتوريا الجنوب أفريقية، كتبوا يوم أمس مقالاً في "جابان تايمز"، جاء تحت عنوان "البرازيل والهند وجنوب أفريقيا أمام تحديات التقدم الإجتماعي". المقال لفت الانتباه إلى أن حكومات من الجنوب بدأت تلعب أدواراً قيادية في القضايا العالمية كالتغير المناخي والتجارة وأمن الغذاء والأمن المائي. وتنعكس الأهمية الجيوسياسية للعالم النامي في سرعة نمو الاستثمارات والتعاون التجاري بين دوله،...وضمن هذا الإطار، أجرى جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا مطلع الشهر الجاري، زيارة إلى الهند بصحبة وفد من رجال الأعمال. حجم التجارة بين جنوب أفريقيا والهند وصل العام الماضي إلى 7.5 مليار دولار، وذلك بعد أن وصل إلى 1.3 مليار عام 2001، بينما بلغت الاستثمارات بينهما 9 مليارات دولار... على صعيد آخر من المتوقع أن التجارة البينية بين الهند والبرازيل ستتجاوز بنهاية العام الحالي 6 مليارات دولار، لكن تواجه كل من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا تحديات هائلة كي تستوعب الطموحات المتنامية لشعوبها، خاصة وأن معظمها يعاني الفقر والجوع. النمو الاقتصادي غير كاف بالنسبة للعامة الذين ينشدون المساواة الاجتماعية، التي باتت مطلباً جراء عقود من الاستعمار البريطاني للهند والتفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا والحكم العسكري في البرازيل. وبما أن النمو الاقتصادي قد لا يؤدي إلى نتائج أفضل على الصعيد الاجتماعي، فإن البرازيل وجنوب أفريقيا في حاجة إلى برامج إبداعية للوصول إلى الفقراء، وباتت المشكلة الرئيسية بالنسبة للبرامج الاجتماعية هي ضمان وصول الخدمات إلى الفقراء. الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا قد دشنوا في يونيو 2003 منتدى الحوار، وذلك من أجل دفع محاولات البلدان الثلاثة لعب دور فاعل في مجلس الأمن، لكن اهتمامهم تحول مع مرور الوقت إلى التنمية والإصلاح الاقتصادي...والآن بات تركيز البلدان الثلاثة على المسائل المتعلقة بالتقنية والطاقة المتجددة. الأمن الغذائي بات هماً مشتركا للدول الثلاث، خاصة لارتباط الفقر بسوء التغذية، لكن البرازيل نجحت في انتهاج سياسات اجتماعية جيدة، استندت فيها على البحوث وعلى أهداف إبداعية مصحوبة ببرامج ذكية. البرازيل تطبق سياسات اجتماعية تحارب من خلالها الجوع وتعزز الخدمات الصحية والتعليمية. السيطرة على الفيضانات هكذا عنونت "تشينا ديلي" افتتاحيتها أمس، قائلة إن مواجهة الفيضانات في جنوب الصين خلال هذا الصيف باتت مهمة رئيسية تتطلب إخلاء الناس قبل أن يستفحل خطر الفضيان وتقليص حجم الخسائر وتكثيف جهود الإغاثة. الفيضانات ضربت عشر مقاطعات في جنوب البلاد، وتعرض كثير من القرى إلى انهيارات طينية وتآكل في ضفاف الأنهار، وأسفر ذلك عن مقتل 200 شخص وإخلاء 10 ملايين شخص. صحيح أن الكوارث الطبيعية يصعب التنبؤ بها، لكن من المفروض أن يكون ثمة استعداد لمواجهتها، لتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات. و ينبغي على المسؤولين المحليين تكثيف الاهتمام بمنع هذا الخطر واتباع معايير للحد من تداعياته، وعلى المسؤولين في القرى والبلدات أن يكون لهم قصب السبق في المواجهة وأن يستغلوا فترة ما بعد الأمطار الموسمية للتفكير في إجراءات لمنع تكرار هذه المشكلات. إعداد: طه حسيب