تسريبات "ويكيليكس" تحرج الإدارة الأميركية... ومحاكمة "الخمير" اختبار للإرادة الكمبودية اتفاقية حظر استعمال القنابل العنقودية، وتسريبات "ويكيليكس" حول الحرب في أفغانستان، ومحاكمة قادة "الخمير الحمر" في كمبوديا، وتبني الكونجرس الأميركي لقانون بهدف إصلاح النظام المالي... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "قنابل تقتل الأطفال" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء، وفيها سلطت الضوء على أخطار القنابل العنقودية التي تتسبب في بتر أطراف المدنيين أو قتلهم في مناطق الحروب عبر العالم، على أن الفئة الأكثر تضرراً هي الأطفال الذين قد يعثرون على أجسام غريبة ملقاة على الأرض ويدفعهم فضولهم الفطري إلى محاولة اكتشافها فتنفجر في وجوههم متسببة في بتر أحد أطرافهم أو حتى ترديهم قتلى؛ وهكذا، تتحول القنابل الصغيرة غير المنفجرة إلى "قنابل موقوتة على الأرض تتربص بالمدنيين حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الحروب". وأسوأ من هذا أن هذه القنابل التي تُلقى من الجو تتفرق وتتحول إلى مئات "القنيبلات" المتناثرة على مناطق واسعة وقد ظلت تُستعمل منذ الحرب العالمية الأولى؛ ولكن في الأول من أغسطس، تقول الصحيفة، ستدخل اتفاقية حظرٍ تاريخية حيز التنفيذ، حيث تحظر استعمال وإنتاج وتخزين ونقل هذه القنابل، إضافة إلى نصها على تدمير مخزوناتها في غضون ثماني سنوات. واعتبرت الصحيفة أن الاحتفال كان سيكون أكبر لو أن بعضاً من أكبر مستعملي هذه القنابل ومنتجيها وقعوا "اتفاقية القنابل العنقودية"، التي تبنتها 107 دول في العاصمة الإيرلندية دبلن في 2008. والحال أن ثمة عدداً من الدول التي امتنعت عن التوقيع مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين؛ ولكن يبقى الأمل قائماً بأن يدفع دخول الاتفاقية حيز التنفيذ الدول الممتنعة للانضمام إليها. تسريبات "ويكيليكس" صحيفة "ذا هيندو" الهندية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على نشر موقع "ويكيليكس" الإلكتروني حوالي 92 ألف وثيقة عسكرية أميركية حول الحرب في أفغانستان. وثائق أظهرت من بين ما أظهرته أن المعلومات الاستخبارية لا يمكن الاعتماد عليها وحدها ولا التحقق من صحتها، وأن الاتصالات بين قوات التحالف تتعطل في أحيان كثيرة، وأن ثمة مشاكل تقنية بخصوص المعدات، وأن بعض الجنود باتوا خائفين من الانتحاريين والمتعاونين مع "طالبان" إلى درجة أنهم قتلوا بعض المدنيين عبر إطلاق النار بشكل عشوائي وبدون تمييز. وعلاوة على ذلك، تفيد الوثائق التي تم الكشف عنها أن أعداداً ملموسة من الأفغان لا يرتاحون للقوات الأجنبية، ويعانون من فساد بعض أجنحة حكومة كرزاي المدعومة من قبل الولايات المتحدة، كما تقول. الصحيفة قالت إن البيت الأبيض رد على نشر الوثائق بالقول إن هذه التسريبات يمكن أن تعرِّض للخطر حياة الجنود الأميركيين وحياة شركائهم ويمكن أن تشكل تهديداً للأمن القومي. وضمن التداعيات السياسية لهذه التسريبات قالت الصحيفة إن ثمة قلقاً دوليّاً من كون وجود "إيساف" (القوات الدولية في أفغانستان) يساهم في تعقيد الحالة الأفغانية، مضيفة أن الولايات المتحدة، بشكل خاص، كانت تقلل بشكل مستمر من شأن ضعف وافتقار الحكومة الأفغانية للكفاءة، وأن المتابعة القضائية لأي شخص تتضح مسؤوليته عن التسريبات سيكون بمثابة قتل لناقل الرسالة. كما أن ذلك لن يعالج ضغوط اللحظة في أفغانستان ولا حقيقة أن الجهد الحربي الذي كلف أكثر من 300 مليار دولار لم يحقق أهدافه بعد. كمبوديا: جراح الذاكرة ضمن عددها لأمس الخميس، علقت صحيفة "ذا آيريش تايمز" الإيرلندية على إصدار محكمة خاصة في كمبوديا هذا الأسبوع حكمها بإدانة مدير سجن "تيول سلنج" سيئ السمعة، الذي قُتل فيه آلاف الأشخاص أثناء حكم نظام "الخمير الحمر" لكمبوديا من 1975 إلى 1979. وحسب الصحيفة، فإن إدانة "كاينج جوك إيف"، الملقب بـ"الرفيق دوتش" الذي يبلغ من العمر 67 عاماً، ربما توفر بعض المواساة للناجين وأقارب القتلى، وترسل تحذيراً قويّاً إلى مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية عبر العالم بأنهم سيحاسَبون أيضاً عن جرائمهم، في يوم من الأيام. وقد حكم على "دوتش" بالسجن 35 عاماً بعد إدانته بتهم التعذيب والقتل وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وقد اعتبرت الصحيفة أن محاكمة قادة نظام "الخمير الحمر" السابقين المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية استمرار لمسيرة طويلة وشاقة بالنسبة للمحكمة الأممية- الكمبودية، وهي غرفة خاصة في النظام القضائي للبلاد تتألف من قضاة ومدعين عامين محليين ودوليين. وقد أُنشئت في 1999 ولكنها لم تبدأ محاكماتها إلا في 2007 وقد كلفت حتى الآن حوالي 78 مليون دولار من التبرعات الخارجية من أجل محاكمة أول شخص من خمسة مسؤولين في "الخمير الحمر". ولكن الصحيفة تلفت الانتباه إلى أن العديد من مسؤولي نظام "الخمير" السابق باتوا يشغلون اليوم مناصب حكومية وسياسية مهمة، ولذا تحذر أطراف عديدة من احتمال اندلاع حرب أهلية في حال وسَّعت المحكمة تحقيقاتها في فظاعات "الخمير الحمر؛. ولكن الصحيفة شددت على ضرورة أن تعي الحكومة المعنية الاهتمام الدولي الكبير بهذه المحاكمات وأن سمعة البلد ستتضرر كثيراً إنْ هي لم تترك العدالة تأخذ مجراها. إصلاح النظام المالي صحيفة "جابان تايمز" اليابانية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على تبني الكونجرس الأميركي لما سمته "أكبر وأهم إصلاح لنظام البلاد المالي منذ الكساد الكبير". وحسب الصحيفة، فإن التدابير الجديدة، التي تم وضعها من أجل تلافي نشوب أزمة أخرى مثل تلك التي ضربت الاقتصاد العالمي في 2008، وُصفت من قبل المؤيدين لها بأنها إصلاح حقيقي للنظام المالي. ولكن المناوئين للإصلاح في اليسار يجادلون بأن الخطوات المتخذة غير كافية؛ في حين يقول المناوئون من اليمين إن القانون يعد خطوة أخرى على درب تحول الاقتصاد الأميركي إلى الاشتراكية، وإنه سيُقلص تدفق رؤوس الأموال التي خلقت النمو الاقتصادي. أما الصحيفة، فترى أن هذا الإصلاح سيساعد على تحصين النظام المالي الأميركي من صدمات في المستقبل، وإنْ استبعدت فسيحول دون وقوعها بشكل كامل. وحسب الصحيفة، فإن التشريع الجديد يوقف تحرير الاقتصاد الذي أطلق العنان لقوة المال، ولكنه ضخ عوامل هشاشة جديدة في مفاصل المنظومة المالية. كما أنه يغيِّر العلاقة بين الحكومة الفيدرالية والقطاع المالي. ولكنها اعتبرت أن البت بشأن ما إن كان سينجح في حماية الولايات المتحدة -والعالم- من أزمة أخرى يظل سؤالا مفتوحاً، مضيفة أنه إذا كانت التدابير الجديدة تهدف إلى استشراف الأخطار التي يمكن أن تسبب أزمة، فإن السلطات لديها سجل ضعيف بخصوص القدرة على استشراف المستقبل، مشبهة إياها بالجنرالات، الذين يميلون عادة إلى خوض الحرب الأخيرة بدلا من الاستعداد للحرب الجديدة وغير المتوقعة. إعداد: محمد وقيف