منزل مؤقت جدرانه من ألواح الخشب وسقفه من قطع الصفيح، إنه أثر على محنة مئات الآلاف من سكان ساحل العاج، ممن اضطروا للنزوح خارج ديارهم في شمال ساحل العاج وغربها جراء التوتر السياسي والأمني الذي عاشته البلاد عام 2002 جراء انقلاب عسكري فاشل. وفي منطقة كوماسي بالعاصمة أبيدجان تهمُ طفلتان بمغادرة منزلهما المؤقت. إنهما لا تعرفان السياسة وربما لم تأتيا إلى الحياة أثناء وقوع الإضرابات، لكنهما تدفعان ثمن أحداث لم يكن لهما فيها أي دور. مشهد يحفر المأساة الإنسانية الناجمة عن الصراعات السياسية والاضطرابات، الذين فقدوا ديارهم وأجبروا على العيش مشردين داخل أوطانهم. ففي تلك المنطقة تحديداً يوجد قرابة 300 ألف مشرد مقيمين في المناطق العشوائية، وهؤلاء يشكلون عبئاً على العاصمة العاجية، ويحتاجون في الوقت نفسه إلى جهود مضنية لإنهاء معانتهم تماماً بضمان استقرارهم في منازلهم السابقة. المأمول أن تختفي المنازل المؤقتة وأن تخلو المنطقة من النازحين، وأن يتعافى سكان المنطقة من كل جراحات الماضي.