قمة روتينية في دبلن... وظلال كلينتون تحوم على حملة كيري


في هذه القراءة الموجزة لصحف ومجلات باريس الصادرة هذا الأسبوع نضع تحت دائرة الضوء موضوعات عالمية، لعل أبرزها المشهد العراقي قبيل تسليم السيادة، وطغيان صورة كلينتون على حملة جون كيري. المشهد الدامي تنامي الهجمات وأعمال العنف في العراق


 في سباق مع عقارب الساعة


 قبل تسلم العراقيين للسيادة كان موضوع مقال في صحيفة لوموند خصصته لمفاجأة الهجمات المتزامنة والمنسقة على ما يبدو التي تجتاح العراق منذ يوم الخميس الماضي، والتي تستهدف في الوقت نفسه القوات الأميركية والشرطة العراقية، ومقرات الأحزاب كحزب الوفاق الذي يترأسه إياد علاوي، والمجلس الأعلى الذي يقوده عبدالعزيز الحكيم. وتتساءل الصحيفة: من يقف وراء كل هذه الهجمات؟ وفي هذا الظرف الدقيق بالذات؟ وهل المقاتلون السنة الذين كانوا يحمَّلون مسؤولية العمليات القتالية يستطيعون وحدهم التنسيق والقيام بكل هذا المجهود؟. وتجيب: بالنسبة للأميركيين لم يعد هذا السؤال مطروحا من الأساس، لأن من ينسق الهجمات ويدبرها معروف سلفا! إنه عدو أميركا "رقم واحد" أبو مصعب الزرقاوي، الذي أعلن عن طريق الأنترنت مسؤوليته عن كل ذلك. وترى لوموند أن الرسالة التي يسعى المهاجمون إلى توصيلها لكل الأطراف واضحة، وهي أن نقل السلطة لن يتم في ظروف هادئة، أما ما سيحدث بعد ذلك فكل المؤشرات الآن لا تدفع إلى التفاؤل بشأنه.


 إسلام أسبانيا الخفي


 تحت هذا العنوان كتبت سيسيل تيبو مقالا في مجلة الأكسبريس خصصته للتوجه الجديد في أسبانيا التي يبلغ عدد المسلمين فيها 700 ألف لتقليد السياسة الفرنسية إزاء المسلمين من خلال التدخل في الإشراف على دور العبادة، وخاصة من خلال توجيه ما يقال من على منابر المساجد. وتنقل الكاتبة عن وزير الداخلية الأسباني خوسيه أندونيو آلونسو قوله إن حكومة مدريد لن تتدخل بطريقة تحول بين المسلمين وأداء شعائرهم الدينية وإنما تريد فقط التأكد من عدم استغلال أماكن العبادة في التحريض على تهديد النظام العام، في إشارة إلى أحداث 11 مارس التي راح ضحيتها المئات في تفجيرات العاصمة الأسبانية. ولعل ما شجع مدريد على استلهام النموذج الفرنسي في التدخل في الشؤون الدينية الإسلامية الربط الذي أقامه المحققون بين أحداث 11 مارس وما اعتبروه تحريضاً دينيا عليها كان يقوم به إمام "مسجد سري" غير مرخص، هو سرحان بن عبد الماجد فاخت المعروف باسم "التونسي"، والذي اعتبره المحققون الأسبان العقل المدبر لتلك الهجمات.


 قمة روتينية


 صحيفة لوموند اهتمت باللقاء الذي جمع الأوروبيين والأميركيين في أيرلندا أمس، ونقلت عن مصدر أوروبي قوله:"إن الأمر لا يتعلق بقمة من النوع الذي يمكن توقع مفاجآت منه، وإنما هي فقط فرصة للحديث عن العلاقات على جانبي الأطلسي". ولعل الموضوع الأكثر إثارة على جدول أعمالها هو الطلب الذي تقدم به رئيس البرلمان الأوروبي المنتهي الولاية بات كوس، والذي رأى فيه ضرورة وقف الاتفاق الأوروبي- الأميركي المتعلق بتبادل البيانات الشخصية عن المسافرين على الرحلات الجوية عبر الأطلسي. كما توقفت لوموند مع دلالة التظاهرات التي خرجت في شوارع العاصمة الأيرلندية دبلن احتجاجا على زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يشارك في القمة، وربطت الصحيفة بين تلك التظاهرات وسياسة بوش في العراق بوجه خاص. أما في صحيفة لوفيغارو فقد كتب رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق أدوار بالادور عن "التحالف الذي لا غنى عنه بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة"، وقد انتهى في مقاله إلى أن التجاذب القائم الآن بين الطرفين لا يمكن تجاوزه دون تنازلات ذات شأن من كلا الطرفين. ويشير بوجه خاص في نهاية مقاله إلى أن الأوروبيين ملزمون من أجل دفع الشراكة مع واشنطن بنوع من التنازل عن السيادة بالمفهوم المطلق الذي يفهمونه هم عادة، تماما كما فعلوا بتبنيهم لليورو، وفي المقابل على الأميركيين أن يعرفوا أن مستقبل الشراكة مع حلفائهم الأوروبيين يقتضي التخلي عن الأحادية المفرطة، أو بعبارة أخرى التخلي عن جزء من السيادة الأميركية مهما كان ضئيلا، لكي يكون للتحالف والشراكة معنى ووظيفة ولكي يكونا من اتجاهين لا في اتجاه واحد.


ظلال كلينتون


 إذا كانت وفاة ريغان مؤخرا أثارت نقاشات واسعة صبت في صالح حملة الرئيس بوش الانتخابية، فإن صدور مذكرات كلينتون، وبهذه الطريقة الإعلامية واسعة النطاق، يمكن أن يؤدي الخدمة نفسها لحملة المرشح الديمقراطي جون كيري. هذا ما تراه فابريس لوريه في مقال نشرته صحيفة لومانيتيه، ورأت فيه أن فرص كيري قوية الآن لاستثمار الانطباعات