.. صادفت يوم امس الثلاثاء ذكرى مرور عامين على بداية الحرب الشاملة ضد معاقل الارهاب الدولي في افغانستان على اثر اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الاميركية، وعلى الرغم من اقتلاع الجذور، الجذوع، وكسر الفروع، ما زالت هناك بقايا من دفين هذا الداء، تأبى في صلف بين مفارقة التراب الافغاني، وتصدر الفحيح تلو الفحيح من جحورها القليلة جدا، آملة بعودة أيام قندهار وتورا بورا، وأيام (الامير) الذي اسرج دراجة نارية واختفى كما يختفي دخان شعلة صغيرة وسط دغل الحشائش في غابة استوائية وفي ليلة حالكة السواد ·
·· الآن وبعد مرور عامين على الحرب المتعددة الجبهات، والكثيرة التضحيات، تنفتح عيون وقلوب وعقول الافغان على العالم، الذي عزلوا عنه، ونبذوا منه، بسبب ممارسات وتصرفات الفئة الباغية، فقد عاد الامر في نصاب، وطلعت الشمس من مشرقها، وتولى القوس باريها، وعادت النبل الى النزعة، ورجع الامر الى مستقره، الا من شنشنة هنا وهنهنة هناك، لن تستطيع وقف سير القافلة، لكنها ربما تبطئها قليلا ، باثارة بعض من الغبار في طريقها، وهذا من شأنه تحفيز المجتمع الدولي على ابداء المزيد من اليقظة والانتباه للاشواك الصغيرة التي يحاول الارهابيون نثرها في افغانستان من جديد·
··الامر المؤكد الذي يقطع قول كل متشدق ومتشادق ان الارهابيين، وخصوصا كبارهم، قد فروا خفافا وثقالا بعدما اوسعوا ارغاما ونكالا، ليس في افغانستان وحدها، وانما في كل انحاء العالم، ولم تبق منهم غير شرذمة من الطغام، وبقية من هوام، تسير بغير هدى، تمكنت من الافلات من اللجام لكنها، دون شك، ستتعثر في فضل الزمام، وهذا مصير كل من يخالف شريعة ونهج الامة ويفتي من غير علم ويبتدع البدع، ويعتدي على الناس·
·· ما ارتكبه الارهابيون في حق البشرية عموما، وفي حق المسلمين خصوصا، من جرائم لاتحصى ولا تعد، وما ألحقوه من أضرار كبيرة بصورة العرب والمسلمين في العالم، تجعل من محاربتهم ومكافحة افكارهم المضللة والهدامة واجبا لا يحتمل التأجيل والتأخير، وفرضا على المحكوم قبل الحاكم ، فهم - والعياذ بالله - اعضاء النفاق، وعبد الضلالة، اذا خافوا نافقوا، واذا امنوا أرجفوا، يشبون الفتن، وينشرون الاحن، ويولون الدبر عند اللقاء، لا يضربون الا بليل، ويتوارون عند بزوغ الفجر، فالحذر الحذر من سمومهم الباقية، ومن حركات النزع الاخير.