قد يكون أكثر ما تستمع إليه الإدارة المدرسية في الإذاعة هنا قبل السماح للتلاميذ بالذهاب إلى فصولهم كل صباح هو نشرة الأحوال الجوية، حيث إن فصول الدراسة عبارة عن خيام منصوبة في فضاء مكشوف، ولذا يخشى أن تقتلعها أية عاصفة أو يسقطها أي تهاطل مفاجئ للأمطار. وإذا كان أطفال المدارس في بلدان أخرى بعيدة يغنون ببراءة: "سقف بيتي حديد... ركن بيتي حجر... فاعصفي يا رياح... واهطلي يا مطر"، فإن لسان حال أطفال هذه المدرسة الأفغانية يقول عكس ذلك، تماماً لأن الرياح تذروا في جنبات الفصل من اليمين ومن الشمال، ولأن الأمطار الطوفانية سببت من المعاناة في باكستان المجاورة ما لا يتمنى أحد تكراره هنا. ومع المعاناة المترتبة على أجواء هذه الخيمة- الفصل الدراسي، إلا أن حظ الأطفال فيها أحسن بكثير من مئات الآلاف الآخرين من أطفال أفغانستان، الذين لا تتجاوز نسبة التمدرس بينهم 43.1 في المئة حسب مؤشر التنمية البشرية الأممي، وهي خامس أضعف نسبة في العالم. والرسالة موجهة طبعاً إلى المانحين والجهات المعنية بإعادة الإعمار وبناء الأمم: فهذه الخيمة التي منحتها "اليونيسيف"، على بساطتها، تصنع هنا الفارق الحاسم بين الأمل في المستقبل واليأس، وبين أنوار العلم وظلمات الجهل، بالنسبة لهؤلاء البراعم، وبالنسبة للبلاد التي سيقلعون بها تنمويّاً ذات يوم.