أتفق مع كثير مما ذكرته الكاتبة أماني محمد في مقالها: "دور المثقف"، وخاصة فيما يتعلق بالدور الإيجابي الذي ينبغي أن يلعبه المثقف في خدمة شعبه ووطنه، نظراً لملكاته الثقافية العالية عادة وقدرته الكبيرة على قراءة مفردات الواقع واستشراف عناوين المراحل المقبلة. والحقيقة أن مهمة المثقف في المجتمع، أي مجتمع، ينبغي أن تكون مهمة تنويرية، من خلال نقد الظواهر السلبية ولفت الانتباه إلى الظواهر الإيجابية، وإنارة دروب الطريق من أجل تحقيق أهداف التنمية والبناء، خدمة للإنسان، ووفاء بأمانة الكلمة الملقاة على كاهل المثقف. أما المثقف الباحث فقط عن مصالحه الشخصية أو المهنية، أو المتقوقع على ذاته والمتشرنق داخل أسوارها، فهو عادة محدود الفائدة لمجتمعه، بل للمجتمع الإنساني بصفة عامة. ومن طبيعة الثقافة أن تكون جهداً متجهاً لخدمة الإنسانية، ولذلك فلا مجال فيها للمثقف الذي ينزوي في برجه العاجي متأملاً أو مُنظراً بعيداً عن اهتمامات الناس اليومية في مجتمعه. وهذا النوع من المثقفين المحلق في عالمه المثالي البعيد عن الواقع، يقع عادة في الحفر المكشوفة على قارعة الطريق، كما وقع ذلك الفيلسوف اليوناني القديم حسب الأسطورة. بسام عبد القادر - الدوحة