لا شك أن إسرائيل تتمتع بخاصية تميزها عن بقية بلدان المنطقة، ألا وهي أن العالم يغض الطرف عن ترسانتها النووية.إن الأمر كله يتلخص في أن إسرائيل نجحت في توظيف عقدة الخوف والعزلة المترسخة في الذهنية الصهيونية والظهور لدى الغرب وكأنها كيان يتربص به الجميع، فنجحت في الحصول على ترسانة نووية ضخمة.لكن الخطر هو بقاء إسرائيل خارج نطاق معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ما يضرب الجهود الدولية الخاصة بالحد من انتشار السلاح النووي.وخلال السنوات الماضية طالبت الدول العربية، وخاصة مصر بضرورة توقيع إسرائيل على معاهدة حظر الانتشار النووي، لكن لم يحدث حتى الآن أي تقدم يذكر في هذا المجال.صحيح أن إسرائيل لم تعترف رسمياً بقدراتها النووية، لكن العالم كله يدرك أن ترك إسرائيل تمتلك هذا النوع من السلاح ينطوي على ازدواجية فجة، وتحيز واضح ضد بقية بلدان المنطقة التي تسعى الولايات المتحدة إلى استخدام ورقة منع الانتشار النووي للضغط عليها.
والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا لا تضغط الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي على تل أبيب لكشف خبايا برنامجها النووي؟ ولماذا لا تنضم إسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار؟ ولماذا تصر الدولة العبرية على امتلاك هذه الترسانة النووية، في الوقت الذي تحاول فيه الاندماج مع شعوب المنطقة بحجة إحلال السلام في المنطقة؟ أعتقد أن ثمة تناقضاً في الحديث عن إحلال السلام وامتلاك السلاح النووي، وعلى واشنطن أن تلعب دوراً محورياً في إقناع إسرائيل بضرورة كشف برنامجها النووي.
اسماعيل نجيب - دبي