تساءل الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس في عنوان مقاله المنشور هنا عن: "التسريبات الفلسطينية...من المستفيد؟"، وهو سؤال أراه مهمّاً جدّاً، لأن معرفة المستفيد من التشويش الذي أحدثته التسريبات يساعد على استنتاج من يقف وراءه. وقديماً قيل في التعبيرات العامية، بعد كل واقعة أو جريمة: فتش عن المستفيد. والمستفيد هنا لا يحتاج إلى ذكاء خارق لمعرفته، وهو تحديداً اليمين الإسرائيلي، الذي كان يتعرض لضغوط قوية من قبل المجتمع الدولي لوقف الاستيطان،وبهدف دفعه إلى الإذعان لبقية استحقاقات عملية السلام. ولذا كان من مصلحة هذا اليمين الحاكم في إسرائيل إثارة أية زوبعة إعلامية بهدف نقل اتجاه الضغط إلى الطرف الفلسطيني، من خلال انشغال وسائل الإعلام والرأي العام بمسألة التسريبات وما قيل إنه طرح فيها من اقتراحات. وبالنتيجة أتوقع أن تكون لإسرائيل يد في تسريب تلك المعلومات إلى وسائل الإعلام، التي تبحث بطبيعتها عن أي موضوع من هذا النوع، لجذب الاهتمام وضمان الانتشار. ولكن، في المجمل، أعتقد أن هذا المسعى الإسرائيلي، لم يحقق الأهداف التي كان يريد التوصل إليها، حيث إن المجتمع الدولي لم يغير رأيه، وما زالت الأنظار كلها متجهة إلى تل أبيب، لكي تتخذ الخطوة التالية ألا وهي الوقف الفوري، وغير المشروط، لأعمال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. عز الدين يونس - أبوظبي