في مقاله الأخير "الأزمات العربية... والثقة المعدومة!"، شخّص الدكتور وحيد عبد المجيد أحد الأدواء التي تنخر جسم العلاقات الداخلية في المجتمع السياسي العربي، سواء على المستوى المحلي لكل دولة بمفردها أو على المستوى القومي بشكل عام... ألا وهو داء انعدام الثقة وغياب الحد الأدنى منها، أي ما يلزم لتسيير علاقات عادية بين أي طرفين؛ سواء أكانا فردين أو قوتين سياسيتين أو حتى دولتين. ففي غياب ذلك الحد الأدنى من الثقة المتبادلة بين الأطراف لا يمكن أن توجد عملية سياسية سوية وسلسة، كما يصبح من المحتمل بشدة أن تنحرف التفاعلات السياسية لتأخذ شكل الأزمة الطويلة أو الممتدة، أو حتى قد تأخذ شكل حرب أهلية داخلية تعصف بمصالح قومية كبرى. وأعتقد أن ما قاله الكاتب يمكن أن نلمسه أيضاً في حياتنا اليومية وعلاقاتنا مع بعضنا البعض، داخل المجتمع وحتى في إطار الأسرة الواحدة... فغياب الثقة يكاد يكون العنوان الجامع والشامل لحياة هذا الجيل من أجيال الناس في العالم العربي. بلال إبراهيم -لبنان