مع أهمية ذلك العرض الواسع الذي حمله مقال الكاتب محمد السماك: "التسوية الفلسطينية: الثمرة المحرمة" حول التسوية التي كان يمكن التوصل إليها في آخر عهد أولمرت، لتحقيق سلام يستجيب لتطلعات جميع الأطراف في الشرق الأوسط، إلا أن ما نقصه هو عدم التفطن إلى عنصر الإرادة في الفشل الذريع الذي انتهى إليه المسار المذكور. ومن التعبيرات الشائعة في وصف عملية سلام الشرق الأوسط أنها مسار متعرج من الفرص الضائعة، ولذا فإن فرصة أولمرت الضائعة ليست وحيدة من نوعها بل سبقتها فرص لا عد لها ولا حصر، منها فرصة رابين، وفرصة أوسلو، وفرصة مدريد، وفرصة "روجرز"، وغير ذلك من الفرص، التي تلاشت جميعاً وضيعت بفعل فاعل، هو في جميع الحالات الجانب الإسرائيلي، الذي ظل يتبنى سياسة شراء الوقت، وتغيير الحقائق على الأرض منذ بداية المشروع الاحتلالي الصهيوني في فلسطين، وحتى الآن. وما لم يعرف المجتمع الدولي كيف يضغط على المحتلين الصهاينة لكي يمتثلوا لاستحقاقات التسوية، فستكون كل الفرص ضائعة، وستبقى عملية السلام تائهة في متاهات اللا حل واللا سلم واللا حرب واللا جدوى. خالد عبد الله - الشارقة