فيما تعد تايلاند واحدة من دول نمور الاقتصاد الآسيوي الشهيرة -وإن تأثرت مؤخراً بقلاقل سياسية ألجمت حركة انطلاقها السريعة- فإن كمبوديا لم تشف بعد من جراحات حكم "الخمير الحمر" وما خلفه من مجاعات وفقر وقهر... إلا أنه في نتائج الحروب والاضطرابات لا يكاد يوجد اختلاف في الآلام بين الناس على اختلاف المستوى الاقتصادي للدول. وفي هذه الصورة نرى طفلاً تايلاندياً ينام في أحد معسكرات الإيواء التي أقامتها الحكومة التايلاندية على عجل في منطقة "كانثارالاك" التايلاندية الحدودية. وإذا كان الساسة هم من يقررون الحرب، والعسكريون يضرمون نارها، فإن المدنيين هم الضحايا على الجانبين دائماً. وقد تجددت الحرب التايلاندية الكمبودية خلال الأيام الأخيرة، وهي التي تفجرت منذ نحو عامين بسبب الخلاف على منطقة حدودية تضم معبداً مقدساً للشعبين، ثم سكتت مدافعها معظم الوقت. لكن اشتباكات جيشي البلدين أدت إلى تهديم المعبد، وإلى ترويع الأبرياء الآمنين في المنطقة! الخسائر الإنسانية للحروب ليست قليلة في أغلب الأحوال، وليس أقلها ما يلحق بالأطفال من آثار وندوب تشوه بناءهم النفسي والذهني. وإذا ما كتبت الحياة مجدداً لهذا الطفل، فقد يروي مستقبلاً تجربته وما علق بالذاكر منها، إلا أن آثارها العميقة في اللاواعي لا يمكن روايتها!