"نهاية السلطوية وبداية الديمقراطية!"، ذلك هو عنوان مقال السيد يسين المنشور على هذه الصفحات لعدد الخميس الماضي، وقد اعتبر فيه، وبتفاؤل كبير، أن الهبة الشبابية المصرية الحالية، والتي فاجأت الشعب المصري والعربي والعالم، هي رمز دال على سقوط السلطوية كنظام سياسي في مصر، وأن ما قامت به يمثل بداية للديمقراطية الشعبية المصرية على غرار ديمقراطية أثينا! وإن كان من الوارد جداً أن يختلف الناس حول توصيف نظام سياسي معين بالسلطوية، فمن الوارد جداً أن تختلف أيضاً توقعاتهم إزاء حركة لا تزال في بدايتها المبكرة ولم يتضح في الأفق ما يمكن أن يشير أو يدل على قدرتها على الإمساك بزمام الأمور والتحكم في صناعة المصير. فكل ما هناك هو حركة احتجاجية تقودها جموع غفيرة من الشباب، لكن معظمها يفتقر إلى الرؤية السياسية والفكرية وإلى القيادة التنظيمية الناظمة... وهي لذلك قد تستطيع فرض بعض مطالبها متمثلة في إجراء إصلاح من داخل النظام القائم نفسه، كأن يتم تعديل الدستور ويعاد النظر في بعض القوانين... وقد تخفق في ذلك أيضاً. ومن ثم فجملة القول اختصاراً أن الأمر لا يتعلق بثورة بالمعنى الحقيقي، كما يستبعد أن يفضي إلى ديمقراطية شعبية على غرار الديمقراطية الأثينية. جمال عيد -الكويت