قرأت مقال د. محمد العسومي: "مصر تهز العالم"، وضمن هذا التعقيب الموجز أود التأكيد على أن ما انتهت إليه الثورة المصرية، يشير إلى دخول أرض الكنانة في مرحلة جديدة تدعو للتفاؤل والثقة بأن الغد الآتي سيكون أفضل بكثير وأجمل من الأمس. ولاشك أن من حسن الحظ أن الثورة المصرية البيضاء قد جرت بأقل قدر ممكن من الخسائر الإنسانية والاقتصادية، مقارنة مع ثورات وتحولات أخرى عرفتها مناطق مختلفة من العالم وكان الضحايا فيها بالآلاف وخلفت من الخسارة في البنية التحتية والنسيج الاقتصادي ما لا مجال لمقارنته مع ما حدث في مصر. وتفسيري للطابع الأبيض السلمي عموماً للثورة المصرية هو الطبيعة المسالمة للشعب المصري، وكذلك ارتفاع الوعي الوطني ومستوى الشعور بالمسؤولية لدى شباب مصر الذي قاد الثورة الحالية. وبصفة عامة فإن مصر الآن تقف على أعتاب أفق جديد واعد، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعيشية. والأمل أن تتضافر كافة الجهود الشعبية، والحكومية، لإنجاح الفترة الانتقالية التي بدأت الآن عمليّاً بعد تنحي مبارك. وينبغي أن يكون في مقدمة الأولويات الآن على رأس أجندة الجميع ترميم وإصلاح كل ما تضرر خلال الاحتجاجات الأخيرة، وإعادة أجواء التنمية والاستقرار في ربوع مصر، لاستعادة ثقة المستثمرين والسائحين، وجذبهم للعودة الإيجابية والاستفادة من فرص الدورة الاقتصادية المصرية. أشرف سعيد - الرياض