تندفع عربة العائلة متدهورة في وسط الشارع بدلاً من الرصيف، دون أن يلفت ذلك اهتمام أي من أفرادها، لكثرة ما تعودوا سلوك الطرق بكل أشكالها وأنواعها ضمن تغريبتهم الأبدية، كونهم يعيشون على هذه العربة الخشبية البسيطة، هائمين على وجوههم، ومن شارع إلى شارع. وليس لهم من مصدر رزق سوى تجميع وإعادة تدوير وبيع ما قد تفيض به صناديق القمامة مما ثقل وزنه ورخص ثمنه وبخست قيمته. وحال هذه العائلة الفلبينية المتسكعة الصعب ينسحب على أحوال مئات الملايين من الفقراء في الدول النامية الأقل دخلاً، حيث يجدون الآن أسعار المواد الغذائية وقد أخذت تبتعد، شيئاً فشيئاً، عن متناول إمكانياتهم الشحيحة. وفي هذا المقام حذر مدير برنامج الغذاء العالمي مؤخراً من أن البرنامج يعاني خلال السنة الجارية من عجز مالي يصل إلى 3 مليارات دولار، وهو ما يعيق جهود مكافحة الجوع على صعيد عالمي. ومن المتوقع أن تزداد أعداد الجوعى وتتفاقم ، بسبب هجمة الكوارث الطبيعية، وتداعيات الأزمة العالمية والاحتباس وتغير المناخ، وغيرها من مصائب لا تقوم لها قائمة عادة إلا على جثث فقراء العالم وبؤسائه.