تحرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على التفاعل مع احتياجات المواطنين ومتطلباتهم وطموحاتهم في كل مكان على أرض الوطن، والعمل على التجاوب معها من منطلق إيمانها الراسخ بأن أولويتها الأولى هي توفير كل ما من شأنه رفع مستوى معيشة المواطن والارتقاء به وتمكينه من المشاركة الإيجابية في شؤون وطنه وصنع حاضر هذا الوطن ومستقبله. ولأن الاهتمام بالمواطن ووضعه على قائمة الأولويات يمثّل نهجاً ثابتاً للقيادة الإماراتية منذ إنشاء دولة الاتحاد، فإنه يعبّر عن نفسه دائماً من خلال خطوات عملية مستمرة يستشعرها المواطنون ويتلمّسون نتائجها الإيجابية على حياتهم اليومية باستمرار. وفي هذا السياق يمكن رصد العديد من الخطوات خلال الأيام القليلة الماضية التي كان هدفها الأساسي وعنوانها الأبرز هو المواطن الإماراتي في حاضره ومستقبله. ففي إطار مرحلة التمكين التي تعيشها البلاد منذ سنوات وضمن نهج التطور السياسي المستمر والمتزن الذي تسير عليه الدولة، جاء القرار الاتحادي رقم (2) لسنة 2011 لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الخاص بتعديل بعض أحكام قرار رئيس الدولة رقم (3) لسنة 2006 بشأن تحديد طريقة اختيار ممثلي الإمارات في "المجلس الوطني الاتحادي"، الذي وسّع من الهيئة الانتخابية التي يتم من خلالها انتخاب نصف أعضاء ممثلي كل إمارة في المجلس ليصبح عدد أعضائها ثلاثمئة ضعف عدد المقاعد المخصّصة لكل إمارة على الأقل بعد أن كان العدد مئة ضعف على الأقل، وهذا يؤكّد أمراً أساسياً هو أن القيادة حريصة على أن تفتح آفاقاً أوسع للمشاركة أمام المواطنين في اختيار ممثليهم في البرلمان بما يدعم عمله ويزيد من تأثيره وتفاعله مع الشعب، وذلك ضمن نهج قيادي مستمر ومتواصل يعمل على تقوية دور "المجلس الوطني الاتحادي"، خاصة في ضوء ما كشفت عنه الدورات السابقة للمجلس من إحساس كبير بالمسؤولية الوطنية من قبل أعضائه وحرص على الشأن العام ومصالح الوطن والمواطنين وإيلائها الأولوية الكبرى. وضمن نهج التفاعل مع المواطنين وتعرّف احتياجاتهم بشكل مباشر من قبل القيادة الحكيمة، جاء التقاء الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، جموع المواطنين والمواطنات من أبناء الإمارات الشمالية، وتأكيدات سموه أن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تقضي بتلبية احتياجات المواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم في جميع مناطق الدولة، وأن صاحب السمو رئيس الدولة يولي اهتماماً خاصاً بأبناء الوطن للارتقاء بمستوى معيشتهم ومعيشة أسرهم في المسكن والصحة والتعليم والخدمات العامة من أجل عزة الوطن والمواطنين ورفعتهم. وتمثّل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً في التفاعل الحقيقي والمباشر والمستمر بين القيادة والشعب، وهذا ما يعمّق من ثقة المواطنين بقيادتهم الرشيدة ويكرّس قيم الولاء للوطن ويحقق الاستقرار السياسي والاجتماعي اللذين تنعم بهما الدولة ويعدّان من أهم سماتها وأسباب نهضتها وتميّزها وريادة تجربتها التنموية على المستويين الإقليمي والدولي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.