بعبارة "من صنع 25 يناير؟"، عنون د. سيف الإسلام بن سعود، مقاله المنشور يوم الاثنين الماضي، ويبدو أن الكاتب لا يزال في عصر نظرية المؤامرة التي تتبناها بعض الأنظمة العربية التي لم تتخيل يوماً أن تقوم لشعوبها قائمة. الكاتب يحاول أن يوحي أن الثورة المصرية كانت نتاجاً لتخطيط غربي مسبق عن طريق سرده لقصة ليس هناك أي دليل على صحتها، ويبدو أنه تجاهل أو يحاول تجاهل الأسباب الكامنة وراء اشتعال الثورة المصرية التي قادها جيل الشباب الذي يختلف عن الجيل الذي سبقه والذي أسميه (جيل الخوف)، فهذا الشباب الذي قاد الثورة هو شباب الطبقة الوسطي ذوالثقافة العالية الذي أصبح أكثر انفتاحاً على العالم الخارجي عن طريق وسائل الاتصال الحديثة. الكاتب لا يدرك أن الثورة كانت عفوية ولم يكن مخططاً، وإنما كانت نتاجاً لتراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية استمرت لعقود من الزمن مع ما صحب ذلك من إهدار لكرامة المصريين. إن الثورة المصرية هي ثورة جيل جديد لا يعرف الخوف تمرد على الأوضاع القائمة متسلحاً بالعزيمة والإرادة والعلم والإيمان في مواجهة نخبة سلطوية حاكمة حاولت أن تستغل كل أسلحتها في مواجهة هذه الثورة، ولكنها فوجئت بعزيمة لا تلين وشباب متسلحين بإيمان صادق بعدل قضيتهم التي هي قضية كل المصريين. إنه جيل لا يعرف خوف الأجيال السابقة، جيل لم يرفع في ثورته شعاراً دينياً أو سياسياً، ولكنه رفع علم بلده ليقول للجميع أنه خرج من أجل عزة وكرامة بلده، وليس من أجل أجندة أجنبية كما يحاول البعض أن يوحي. د.محسن المتولي- أبوظبي