قرأت مقال "لماذا فشل مشروع جمال مبارك؟"، لكاتبه الدكتور وحيد عبدالمجيد، وقد بين فيه كيف كان مشروع مبارك الابن في بدايته يبشر برسالة انفتاح على المجتمع، وليس فقط على المعارضة، ثم لم يلبث أن أغلق الباب على نفسه، وسلك سلوك قادة الحكومة والحزب الحاكم في الاعتماد على شلة لا يمكن إلا أن يكون لكل من أفرادها مصالح خاصة من ناحية، وعلى جهاز الأمن من ناحية أخرى. ثم يوضح الكاتب أن مبارك الابن سرعان ما تكيف مع الطابع الشبحي للحزب، وصدّق أنه يقود حزباً حقيقياً، وامتنع عن الاستماع إلى النقد الأمين والنصح المخلص، فكان فشل مشروعه أمراً طبيعياً. وأُضيف إلى هذا التفسير القيم الذي قدمه الكاتب، سبباً جوهرياً آخر ساهم في "فشل مشروع جمال مبارك"، ألا وهو التناقض بين الإطار الجمهوري والديمقراطي للدولة المصرية ونظام الحكم فيها، وبين المضمون العائلي الذي اشتغل عليه مبارك الابن وفريق معاونيه طيلة السنوات الماضية. لقد أدى التعارض بين الشكل والمضمون، الإطار والمحتوى، الوسيلة والهدف، إلى إيقاع ذلك المشروع في نهايته الحتمية أخيراً. عيسى محمود -المغرب