رغم أنه ليس الحمام الدافئ الذي حلم به مع أسرته، ضمن أشياء أخرى عن الحياة الكريمة كما تمنوها حين قرروا مغادرة "الوطن" والتوجه نحو الملجأ الذي أصبح هدفاً ومُنية... فهو يَعتبر مجرد الاستحمام الآمن، وباستخدام صابونة في ماء البحر، مكافأة سخية على نجاته من مخاطر المجازفة. فهذا طفل لاجئ من أقلية "الروهينجا" البورمية المسلمة، وقد حطت به أخيراً، هنا في قرية "كرونج ريا" بمحافظة آتشيه الأندونيسية، مغامرة الهرب من ميانمار رفقة أفراد أسرته وأسر أخرى. إنها مغامرة بالفعل، وتصلح موضوعاً لفيلم يحكي قصة مأساة إنسانية مروعة، لما انطوت عليه من معاناة وأهوال ومخاطر جعلت المشاركين فيها عند فوهة الموت في كل لحظة من لحظات أيامها الطويلة. فقد تعطل محرك السفينة التي كانت تقل 129 شخصاً من "الروهينجا"، وبقيت في البحر طوال ثلاثة أسابيع، قبل أن تتمكن أخيراً السلطات الإندونيسية من إنقاذهم قبالة جزيرة سومطرة، حيث قامت بنقلهم إلى آتشيه. حياة اللجوء ما تزال في بدايتها بالنسبة لهؤلاء، وهم لا يعلمون ماذا يخبئ لهم المنفى، لكنه في نظرهم لن يكون أشد بؤساً من الحياة في الوطن؛ حيث يتضافر الفقر والتمييز الديني والدكتاتورية العس