هالتني الصورة التي قدمها محمد عارف في مقاله "زهور الياسمين التونسية"، حول نساء العلم التونسيات والمساحة التي يمثلنها داخل المجتمع العلمي المحلي والعالمي. إنه لأمر يثير الإعجاب ويبعث على التفاؤل بالمستقبل العربي حقاً. فبعد أن استبدت بنا مشاعر القنوط واليأس من إمكانية اللحاق بركب العالم المتقدم، يبدو أن المرأة التونسية تنادينا وتشدنا للتحرك من موقع الهامش الذي أبقتنا فيه ظروف وشروط كثيرة ولعقود طويلة، نحو موقع الفعل والحركة والإبداع، أي الموقع الذي نمارس فيه حياتنا كأمة مساهمة ومتفاعلة مع العالم وليست عالة عليه. فالبعلم وحده تكسب الأمة رهانات الحياة وتنال احترام العالم، وبدونه تحكم على نفسها بالارتهان للآخر ولحالة الضعف التي تزيد من أغراء الآخر بامتهانها أكثر فأكثر. وفي عصرنا الحالي لا قوة بدون العلم، بل ربما لا حياة أيضاً بدونه! فهمي الديب -أبوظبي