موجة الاحتجاجات المنددة بتردي الخدمات وتقهقر الأحوال المعيشية، وصلت أيضاً إلى العراق، حيث يقول الناس إن إسقاط النظام السابق، وإقامة دستور جديد، ومجيء حكومة منتخبة... لم يحقق الآمال التي علقوها من ورائه على وجود النخبة العائدة من الخارج. وفي هذه الصورة نرى فتاة عراقية تقف إلى جوار خروف بالقرب من أحد المعسكرات السابقة للجيش العراقي في حي الزعفرانية ببغداد، وقد تحول الموقع إلى مكب للقمامة... مما يبين الحال الذي آلت إليه أوضاع العراق، ليس فقط في المجال العسكري والدفاعي، بل أيضاً على المستوى الخدمي والمعيشي للسكان. فالشكاوى متواصلة هناك حول وجود نقص حاد في إمدادات الماء والكهرباء ووقود التدفئة... أما البطالة والفقر فقد حطما أرقاماً فلكيةً... وإلا فما الذي أتى بهذه الطفلة الباسمة إلى مكب المخلفات؟! وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن خمس سكان العراق، أي نحو سبعة ملايين نسمة، يعيشون تحت خط الفقر. وترى الحكومة أن ذلك الرقم كان يمكن أن يزداد لولا برنامج الدعم الذي قدمته وتستفيد منه ستة ملايين أسرة. لكن العراق يستحق أكثر من ذلك، أي العيشة الكريمة التي تضمن لأطفاله طفولة منطلقة، وتحافظ على قواعده ومواقعه العسكرية فتصونها ولا تدنسها!