أعجبني مقال الدكتور عمار علي حسن، "الكرامة الإنسانية فضيلة واجبة"، والذي بين فيه أن النزوع إلى الحرية، القائم على الشعور بالكرامة، يحمي الإنسان من الوقوع في فخ التسلط على الناس، ومن الانزلاق إلى أعمال وممارسات استعراضية. وإن بدا المقال مفارقاً لواقع الناس، إذ لم يستند إلى أمثلة واقعية، بل اكتفى بمناقشة نسيج كبير من المقولات النظرية والأخلاقية... فإن كتابات من هذا النوع هي أكثر ما تحتاجه شعوب الدول العربية التي خرجت أخيراً من ضيق الاستبداد والأتوقراطية إلى سعة الحرية والديمقراطية. فمن أجل إرساء نظام ديمقراطي سليم يتعين على مواطني تلك الدول ممارسة نوع من إعادة التأهيل الذاتي، ذلك أنه من عيوب الأنظمة الدكتاتورية كونها تنشئ أشخاصاً غير أسوياء، عاجزين عن إقامة علاقات متكافئة بين أشخاص أحرار. فأي علاقة بالنسبة لهم إما أن تكون خضوعاً أو إخضاعاً، وذلك لطول ما عاشوا من حياتهم تحت نير الاستبداد والدكتاتورية. كمال عوض -القاهرة