لماذا ما يزال بعض رؤساء? ?الجمهوريات العربية جالسين على كراسيهم يتفرجون على ما يحدث في الدول العربية? ?المجاورة لهم؟! لماذا لم يتخذوا حتى الساعة أية خطوات? ?عملية نحو الإصلاح والتغيير؟! ولماذا لم يستوعب بعض الحكام ممن أعلنت شعوبهم? ?غضبها عليهم أن "ساعة العمل قد دقت" من أجل الإصلاح؟ ألم يستوعبوا أن زمن التغيير قد بدأ؟ يبدو أن الثورات تنتشر بشكل سريع، ليس في الدول? ?العربية فقط، بل أيضاً قد تصل إلى دول مجاورة وجدت شعوبها في الثورات العربية مُلهِماً وشرارة انطلاق? ?مغرية كانت تبحث عنها منذ سنين. لماذا يتم التغيير? ?بالثورة والمواجهة المسلحة بين الشعوب والحكومات؟! لماذا لا? ?تنزل الحكومات على رغبات الشعوب وتقوم بالإصلاحات المطلوبة؟! لماذا لا? ?تستقيل الحكومات التي لا تريدها شعوبها؟! لماذا لا يغادر الرؤساء الذين لم يحققوا تطلعات شعوبهم معززين مكرمين؟! لماذا? ?يوصلون شعوبهم إلى مرحلة مطالبتهم بالرحيل؟? ?هذه الأسئلة منطقية وبسيطة جداً -وإن لم تكن كذلك من قبل... ففي زمن الثورات نجد أن الإنسان العادي يطرح مثل هذه الأسئلة ويبحث لها عن إجابات! الحرية والعدالة? ?والمساواة والوظيفة والحياة الكريمة...? ?هذه? ?المطالب الرئيسية للشعوب ولنكن صادقين مع أنفسنا فإن بعض الحكومات العربية الحالية? ?لا تستطيع أو لا تعرف كيف تحقق هذه المطالب لشعوبها، لذا فإن رحيلها قد يكون محتوماً، وليس? ?عيباً أن ترحل فهي بذلك تكون قد أدت دورها في مرحلة كانت تناسبها أما في المرحلة الجديدة? ?فلم يعد هناك أي دور تستطيع القيام به. بعض الحكومات العربية تعاند? ?وتعتقد أن قبولها لمطالب الشعب ومن يخرجون في الشوارع والساحات، سيبدو خضوعا منها. هذا الاعتقاد قد يكون مقبولا في الظروف العادية، أما في زمن "التغيير" فليس كذلك. كما أن ذلك? ?الانطباع غير حقيقي، وتلك الحكومات مخطئة في تحليلها لأن الأيام الأخيرة أثبتت أن كلمة الشارع هي الفاصلة عندما يصر على التغيير ويكون مستعداً للتضحية. هذا منعطف في تاريخ? ?المنطقة والولايات المتحدة الأميركية تدعمه بشكل واضح وتريد أن تستفيد منه، وهي مستعدة للتضحية بكثير من حلفائها الحاليين من أجل مصالحها المستقبلية، فهي تعتقد أنه? ?منعطف في صالحها وفي صالح إسرائيل وتريد استثمار الوضع سياسياً واقتصادياً، وأتمنى أن يتعاطى العرب بطريقة صحيحة مع التغيير الكبير في المنطقة لصالحهم، أتمنى أن لا نكرر أخطاء الماضي. لماذا الإصلاح وتغيير? ?النظام أو تعديله؟ الإجابة: حتى لا يموت الشعب. وكيف? ?يموت الشعب؟ الإجابة أنه عندما يتكلس النظام ويتمدد فإنه يصبح نظاماً مطلقاً، وعندما? ?يصبح كذلك فلا يمكن محاسبته، وبالتالي يصبح تغييره واستبداله صعباً لأن طول بقاء المسؤولين في السلطة يؤدي? ?إلى ارتكابهم بعض التجاوزات والأخطاء، لذا فإن خروجهم من النظام يعني محاسبتهم بالتالي يكون خروجهم صعباً ليس لأنهم لا? ?يريدون ترك النظام، ولكن لأنهم يعلمون أنهم سيحاسبون وقد تؤدي محاسبتهم إلى خسارة ثرواتهم وربما دخولهم السجن ، ? لذا فإنهم يحاولون البقاء في? ?الحكم ويقاومون أي تغيير ممكن... وهم أنفسهم ? ?-غالبا- من يوحي للقادة بأن المشكلة? ?في فئة? ?"صغيرة" جداً تثير المشاكل والشغب في الشارع وسيتم القضاء عليها... ولأن? ?الرئيس يثق في هؤلاء فإنه يصدق ما يقولون، ويقبل ما يقال? ?له وينفذ ما يخططون. ?بعض الحكومات العربية? ?تخشى على نفسها من حساب الشعب على فشلها وعلى سماحها للفاسدين بأن يصلوا إلى مواقع المسؤولية... والسؤال لماذا يوصل البعض أنفسهم إلى هذه المرحلة وهم يستطيعون تدارك? ?الأمر ويستفيدون من منطق "ارحموا عزيز قوم ذل" الذي? ?تقبله المجتمعات العربية. لماذا تصر بعض الأنظمة على مواصلة أخطاء الماضي رغم أن الزمن تغير والحال تبدل، وقد أصبحنا? ?نرى أحداثاً دراماتيكية في مصر لم نكن لنتوقعها، فالشارع يريد محو كل آثار الماضي، فلماذا? ?لا تستوعب بعض الأنظمة العربية هذا الواقع، فإذا كان النظام في مصر قد سقط فعلى ماذا يراهن الباقون؟! نطرح هذه الأسئلة حتى تتحرك الأنظمة نحو إصلاح? ?نفسها كي لا نصل إلى نقطة تستباح فيها الأرواح وتراق الدماء كما يحدث في ليبيا? ?الآن... وإذا? ?كان هذا وقت التغيير فليكن تغييراً بلا دماء ولا خسائر. العرب بحاجة إلى قراءة? ?الواقع بشكل جديد وإلى سماع الحقيقة مجردة بلا رتوش... بحاجة? ?إلى أناس صادقين يقدرون المرحلة التي نحن فيها ويستوعبون تأثيراتها وبالتالي يتخذون? ?القرارات والمواقف الصحيحة في الوقت المناسب لتكون النتائج إيجابية ليتمكن العرب من السير إلى الأمام.