لاشك أن مقال: "هرج ومرج... إعلامي" للدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز قد كشف بعض أوجه الضعف في الأداء الإعلامي لبعض الفضائيات العربية على خلفية تغطيتها لأحداث الاحتجاجات الأخيرة في بعض البلدان العربية، ولعل أكثر ما أتفق معه مما جاء في مقاله هو تلك الفقرة: "هرج ومرج إعلامي فضائي ومكتوب سيبقى معنا ما بقي هرج ومرج الشارع، والظاهر ألاَّ فروق بين الاثنين، والدليل ما تسمعون وتقرؤون وتشاهدون". والحقيقة أن بعض الفضائيات العربية، بغض النظر عن صحة أو عدم صحة مواقفها سياسيّاً مما جرى، قد أشهرت إفلاسها من الناحية المهنية، على الأقل، حيث وضعت جانباً كافة الاعتبارات المهنية مثل الحياد والتجرد، وتحولت إلى طرف معلن في الصراع مع هذا الطرف ضد ذاك. كما ظهر التخفف من الاعتبارات المهنية أيضاً في طريقة انتقاء المتحدثين، ونسب التركيز على ساحة عربية دون أخرى في حالة تزامن التظاهرات، وسوى ذلك من أخطاء مهنية ارتكبتها بعض الفضائيات التي تحولت إلى وسيلة تعبئة وتجييش، وعلى المهنية والحياد السلام. بدر الدبعي - صنعاء