ليس ترفاً أو بهدف قتل الوقت والتسلي، بل ظروف الحال هي ما أجبرتها على الجلوس في انتظار الزبائن، وقد اضطرت لترك بيتها واصطحاب طفلها الصغير؛ إذ لا غنى لربة بيت مثلها عن العمل وفق المتاح والأقرب إلى طبيعتها كامرأة في مجتمع محافظ، لكن يغلب عليه الفقر. على هذا الشارع في مدينة كراتشي، جلست هذه الأم الباكستانية وهي تعرض بضاعتها من الفول السوداني والمكسرات والتين المجفف... لعلها تكسب من وراء ذلك دريهمات معدودة تعينها على الوفاء بالضروريات المعيشية لأسرتها الفقيرة. وهذا شاهد آخر على حجم المعاناة التي ما فتئت تكابدها المرأة في مجتمعات تقاسي الفقر والبطالة، وتتكالب عليها الاضطرابات السياسية والأمنية والكوارث الطبيعية. وفي الآونة الأخيرة أعلنت "منظمة المرأة" التابعة للأمم المتحدة أن تقدماً كبيراً قد تحقق في أوضاع النساء حول العالم خلال مئة سنة الأخيرة، إلا أن المساواة بين الرجال والنساء ما تزال هدفاً بعيد المنال. وبذلك تجاهلت المنظمة أنه في بعض المجتمعات الفقيرة لا تفرق الأحوال السيئة بين امرأة ورجل، بل تساوي بينهما دون تمييز أو تفاوت.