في مقاله الأخير، "تحالف الدكتاتوريات غير المقدس"، عدّد أندريه مارتينيز جوانب من أوجه افتتان اليسار الأميركي اللاتيني بالعقيد القذافي، وعلاقات التحالف التي تربط هذا الأخير بأغلب قادة اليسار الجديد في أميركا الجنوبية، بدءاً من كاسترو، مروراً بداسيلفا لولا، وليس انتهاءً بشافيز. لكني أتساءل: ماذا يجمع بين القذافي وأولئك القادة الذين عرفوا بمناهضتهم للولايات المتحدة، لاسيما أن القذافي تخلى عن العداء لواشنطن وأصبح أحد حلفائها في الأعوام الأخيرة؟ رغم الأهمية المعلوماتية والتحليلية للمقال، فإنه لا يقدم إجابة على هذا السؤال، لذلك لا أعتقد أن الأمر يتعلق بتحالف، بقدر ما أصبح مجرد بقايا ظلال من مرحلة سابقة كان يقارب فيها بين الجانبين خصومتهما للولايات المتحدة، وقد نشأت عن ذلك بعض الارتباطات والذكريات التي حافظا عليها جزئياً إلى الآن، لاسيما في بعض المناسبات التي يحتاج فيها أحدهم إلى أصوات الآخرين في المنابر الدولية. ومما يدلل على أن الأمر مجرد إرث باهت من الماضي، أن قبلة الأموال الليبية ومركز نشاط أبناء القذافي هو أوروبا وليس أميركا اللاتينية رغم ديناميكيتها الاقتصادية وأهمية أسواقها. جمعة عياش -الجزائر