قيود على موقف أوباما من الثورة الليبية... ومزاعم "كينج" حول المسلمين واهية عقبات تحول دون اتخاذ موقف حاسم من واشنطن تجاه القذافي، ورسائل متضاربة تصدر من إدارة أوباما بشأن الأزمة الليبية، والمشهد الليبي يضع الصين في مأزق، ومسلمو أميركا في مأمن من الراديكالية... موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة أسبوعية سريعة على الصحافة الأميركية. موقف لا يزال مُقيداً يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "القيد الليبي على أوباما"، نشرت "واشنطن بوست" افتتاحية أشارت خلالها إلى مقولة لأوباما ورد فيها أن الأميركيين هم الذين رسموا مجموعة من العقوبات على ليبيا هي الأشد والأسرع. وحسب الصحيفة فإن تلك المقولة هي من بين التصريحات النادرة للرئيس الأميركي حول الأزمة الليبية. وبغض النظر عن نمط استجابة الإدارة الأميركية للأحداث الليبية، فإنها شجعت القذافي على شن حرب أهلية والتمتع بالمزايا العسكرية التي بحوزته. الرئيس الأميركي انضم إلى القادة الأوروبيين في مطالبة معمر القذافي، بالتنحي عن السلطة، ولفتت الصحيفة الانتباه إلى المكالمة الهاتفية بين أوباما ورئيس الوزراء البريطاني، والتي تمخضت عن رؤية مشتركة مفادها ضرورة الإنهاء الفوري للعنف ورحيل القذافي عن السلطة في أقرب وقت ممكن. وبعد أن صدر قرار من مجلس الأمن الدولي في 26 فبراير الماضي بمقاضاة القذافي أمام المحكمة الجنائية الدولية، فإن خروجه من ليبيا سيجعله عرضة للاعتقال. نظام القذافي لم يعد أمامه سوى خيارات قليلة، فهو يحاول استخدام القوة العسكرية في استعادة السيطرة على المدن التي هيمن عليها الثوار، وتشن قواته هجمات بالمدفعية والطائرات والأسلحة الثقيلة، والنتيجة سقوط عدد كبير من المدنيين، والقادة التابعين للثوار، يقولون إنه من الصعب، التقدم عبر الصحراء، لأنهم يتعرضون لهجمات جوية. وفي غضون ذلك، تموضعت الخارجية الأميركية و"البنتاجون" في مواقف يصعب معها، أو يستحيل، تغيير الواقع العسكري على الأرض. وضمن هذا الإطار، أشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أن قرار حظر تصدير السلاح إلى ليبيا، يجعل أي بلد منتهكاً للقرار في حال ورّد أسلحة لأي شخص في ليبيا بما في ذلك الثوار. كما نوهت هيلاري كلينتون إلى ضرورة وجود قرار أممي يجيز الحظر الجوي على ليبيا، خاصة أن قرار الحظر يلقى معارضة من بعض أعضاء مجلس الأمن. وإلى الآن لم تعترف الإدارة الأميركية بالمجلس الانتقالي في بنغازي، وذلك على الرغم من تصريحات للبيت الأبيض تحدثت عن أن نظام القذافي لم يعد شرعياً. وتأمل الصحيفة في أن الأيام القليلة المقبلة ستقلل من وطأة القيود التي يتعرض لها الموقف الأميركي تجاه ليبيا، فثمة اجتماعات مقررة لـ"الناتو" والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، وما لم تتخفف واشنطن من تلك القيود، فإن القذافي سيواصل ارتكاب مذابح في حق أبناء شعبه. رسائل متضاربة وتحت عنوان "خيارات واشنطن تجاه ليبيا"، خصصت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، لرصد ما رأته رسائل متضاربة لإدارة أوباما تجاه ليبيا، وهذا من شأنه إضعاف مصداقية واشنطن، وجعل الضغط على ليبيا، غير مجدٍ، ومن الخطر- تقول الصحيفة- إطلاق تهديدات دون الاستعداد لتنفيذها. أوباما تحدث الاثنين الماضي محذراً من أن الغرب سيبحث جميع الخيارات، بما فيها العمل العسكري، لكن بعد يوم احد، اشتكى رئيس الأركان الأميركي من أن كثيرين ينظرون إلى الحظر الجوي كما لو كان ألعاب الفيديو، وبعد تصريحات أوباما بيومين، صرح وزير الدفاع الأميركي بأن تدشين منطقة حظر طيران يتطلب عملية عسكرية ضخمة. وحسب الصحيفة، فإن الأميركيين ليسوا متشوقين للانخراط في حرب جديدة داخل العالم الإسلامي، كما أن إرسال قوات أميركية إلى ليبيا سوف ينظر إليه على أنه كارثة، لكن بطريقة أو بأخرى لا بد من إيجاد طريقة لدعم الانتفاضة الليبية ومنع القذافي من ذبح شعبه. لكن الصحيفة تذكر بالتجربة العراقية عندما مارست بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، حظراً جوياً على العراق لحماية الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب، فهذا الحظر استمر 12 عاماً. الولايات المتحدة لا تستطيع التصرف بمفردها، وإذا كان أوباما يدرس العمل العسكري، فإن فريقه بحاجة إلى تجريب القنوات الدبلوماسية جيداً للتأكد من حشد الدعم الدولي لهذا الخيار، فروسيا تعارض الحظر الجوي، والصين لا تزال تتعامل معه بفتور. انكشاف الصين في تقريره، المنشور بـ"لوس أنجلوس تايمز" يوم الأربعاء الماضي، ناقش "ديفيد بايرسون" تداعيات الأزمة الليبية على الصين. التقرير خلص إلى استنتاج مفاده أن إجلاء الرعايا الصينيين من ليبيا يبرز انكشاف بكين كشريك للنظم الغنية بالنفط. هذا يعني أن التوترات الحاصلة في أفريقيا والشرق الأوسط قد تجبر الصين على أن تُقيّم بعناية المخاطر السياسية الناجمة عن هذا النوع من الشراكة. الصين أجْلت حتى الآن 36 ألفاً من رعاياها العاملين في ليبيا، وعلقت وسائل الإعلام الصينية على جهود الإجلاء ووصفتها بأنها دليل ومؤشر على قوة الصين، لكن انغماس بكين في التعامل مع أنظمة مستبدة في شمال أفريقيا يعكس انكشاف ثاني أكبر اقتصاد في العالم. تعطش بكين للنفط وغيره من المواد الأولية، والذي يعود إلى طفرتها التنموية، يجعلها تضخ أموالاً وقوى بشرية، في مناطق تعد الأكثر خطورة في العالم، وذلك لضمان الحصول على الموارد الطبيعية. وعلى الرغم من الضغوط الدولية، لدى بكين علاقات تجارية مع بلدان منبوذة. وبالنسبة لليبيا التي تأتي في المرتبة الثانية عشرة في قائمة أكبر الدول المصدرة للنفط، فإن الصين مستثمر رئيسي وشريك قوي للقذافي. الصين الآن ثالث أكبر مستورد للنفط الليبي بعد كل من إيطاليا وفرنسا، لكن حكومتي هذين الأخيرتين تسعيان لمعاقبة القذافي، لكن الصين لا تزال متمسكة بمنطق "عدم التدخل". ويتطرق التقرير إلى وجود 75 شركة صينية، تستثمر قرابة 18 مليار دولار أميركي في قطاعات كالتشييد والسكك الحديدية وأنظمة الري والإنترنت وشبكات المحمول. خطأ "كينج" في افتتاحيتها لأول أمس الخميس، توصلت "كريستيان ساينس مونيتور" إلى قناعة مفادها أن جلسة الاستماع التي أجريت في مجلس النواب الأميركي والتي يحركها النائب "بيتر كينج" تركز فقط على المسلمين الأميركيين، ومثل هذا الموقف الذي تتبناه جهة حكومية والقائم على صورة نمطية تجاه دين معين يعد موقفاً خطيراً. الصحيفة انتقدت موقف النائب "بيتر كينج" وهو "جمهوري" من ولاية نيويورك، ويترأس لجنة الأمن الوطني في مجلس النواب، الذي وجه النقاش يوم الخميس الماضي نحو المسلمين الأميركيين ومدى استجابتهم لتنظيم "القاعدة" خاصة محاولات التنظيم لــ"ردكلة"المجتمع الإسلامي في الولايات المتحدة. الصحيفة تقول إن "القاعدة" غيرت وسائل تجنيدها، فلم يعد لديها عناصر لتجنيد الأشخاص في المساجد الأميركية أو من خلال شبكة الإنترنت، ولدى المسلمين الأميركيين القدرة على معرفة من هم المتطرفون في مجتمعاتهم، وبمقدورهم أيضاً القدرة على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع أجهزة تنفيذ القانون. جلسات الاستماع كان من الممكن أن تتطرق لتنظيمات ومجموعات أميركية أخرى ق تحوي إرهابيين، كالمجموعات التي تدعي تفوق البيض والتنظيمات المناهضة للإجهاض والناشطين البيئيين الراديكاليين والميليشيات اليمينية المناوئة للحكومة، وربما أيضاً عصابات الشوارع، وضمن هذا الإطار شهدت الولايات المتحدة حادثتين إرهابيتين منذ عام 2008 وكلتيهما لمجموعات من غير المسلمين. وتؤكد الصحيفة أن استخدام فرضيات حادة بشأن المجتمع الإسلامي في الولايات المتحدة سيلحق الضرر بالمحاولات الجارية لاستئصال الراديكالية منه، وثمة حقيقة مفادها أن المسلمين الأميركيين منذ هجمات سبتمبر 2001، قد ساهموا في منع وقوع ثلاث عمليات إرهابية في الولايات المتحدة، حيث قدموا معلومات حالت دون تنفيذ هذه العمليات، كما أن مستوى تجنيد المتطرفين في صفوف مسلمي أميركا لا يزال منخفضاً. إعداد: طه حسيب