في مقاله الأخير، وعنوانه "الإصلاح العربي... رهاناً ومآزق"، توقف الدكتور رضوان السيد عند قضية مهمة في سياق الديناميكية الحالية للثورات المندلعة في بعض البلدان العربية، ليوضح أن تمايز البنى الاجتماعية العربية، القبلية والطائفية والإثنية والدينية، ليست من الحدة بحث تدفع نحو الحروب الأهلية إذا ما تصاعدت المطالبات الداخلية بالتغيير والإصلاح. لكن التباينات التي يشير إليها الكاتب، ورغم تفاوتها، فهي عميقة وحادة أحياناً، وقد تكون من الحدة بحيث توفر بيئة ملائمة للانحراف بالمطالب الإصلاحية نحو صدام داخلي يأخذ شكل التباين الأساسي في كل مجتمع، سواء أكان تبايناً دينياً أم مذهبياً أم عرقياً أم مناطقياً. وإذا كان بعض الكلام السابق ينطبق على لبنان الذي علّمته خبرة الحرب الأهلية أن يحافظ على تبايناته الطائفية في حدود مأمونة، فإن الكثير من المجتمعات العربية لا خبرة لها في هذا الخصوص، وربما لا تكون قد تعلمت من تجارب غيرها... وهنا يكمن الخطر المحتمل في أي اضطراب يهز البنى المجتمعية غير المندمجة أصلاً أو ضعيفة الاندماج الوطني. إبراهيم محمد -الكويت