في مقاله القيم، "الهجوم السلفي على الدولة المدنية!"، أبدى السيد يسين خشيته من الدور الذي لعبته وتلعبه التنظيمات الإسلامية في حركات الاحتجاج العربية الراهنة، وما تتطلع هذه الحركات إلى اختلاقه لها من مكانة في مستقبل الدول والمجتمعات. ولاشك أن البلدان التي شهدت تحولاً ديمقراطياً ستجد نفسها واقعة في تناقض إذاما أرادت استنثاء بعض مواطنيها من المشاركة في الشأن العام. لكن السؤال هنا هو: إلى أي حد يؤمن ذلك "البعض" بالعملية الديمقرطية ذاتها ويحرص عليها، خاصة إذا ما حدث وأن أوصلته اللعبة الانتخابية إلى سدة الحكم؟ إن للعملية الديمقرطية بكافة ألاعيبها الجادة، قوانين وقواعد ناظمة، في مقدمتها الإيمان بمبادئ الاختلاف، والاعتراف، والمشاركة، والتداول... وبالشعب كمصدر لشرعية السلطة. فتلك هي مقومات الدولة الحديثة، والتي هي بالضرورة دولة علمانية، أي تتصف بالصفة التي طالما هاجمها الإسلاميون واعتبروها رجساً من عمل الشيطان، مقابل الدعوة إلى الدولة الدينية التي تتعارض في فحواها ومبناها مع كل المبادئ التي ذكرتها آنفاً. سالم بشير -الكويت