لا أتفق مع الاتجاه العام لمقال: "صورة العرب في عيون المهزومين"! للكاتب حازم صاغية، وخاصة قوله إن: "الكتابة العربيّة السائدة حول «الآخر» تكاد تقتصر على مضمون هجائيّ، تماماً كما يندر الربط بين هذا المضمون المفترض وبين تاريخيّته، أي ظروف ولادته وتطوّره". وقد يظن قارئ هذا الكلام أن الآخر الذي يتحدث عنه المقال ظل، من جانبه، يكتب عن صورتنا نحن بمضامين موضوعية، أو غير هجائية. والحال أننا لو قلبنا المسألة على وجهها الآخر لرأينا أن العكس هو الصحيح، حيث ما فتئ هذا الآخر يقدم صورة مثالية عن ذاته، وصورة هجائية عن العرب. وهذه سنن تاريخية لدى الحضارات والثقافات القديمة، حيث كان كُتابها يقعون في إسار الانحياز للذات، والتمركز حولها، والنظر إلى الآخر دائماً بصورة سلبية. بل إن صورتنا اليوم لدى الآخر الغربي تسر العدو وتسوء الصديق، لأن الغرب أيضاً ما زال يستبطن روح التمركز حول ذاته، كلما كتب عن العرب والمسلمين. محمد نور الدين - باريس