تحت عنوان "الدين والسياسة... ثبات أم تغير؟"، قرأت هنا مقالاً جميلاً لكاتبه الدكتور حسن حنفي، وقد أعاد فيه طرح التساؤل الإشكالي القديم حول علاقة الدين بالسياسة، وما إذا كان الخلط بينهما ممكن من ناحية التطبيق الواقعي، وجائز من المنظور الشرعي، ومتسق مع معطيات العصر ومدارسه الفكرية الكبرى! والحقيقة أن تناول الكاتب لم يكن تقليدياً، كما حاد عن التوفيقية ومنهج المراعاة الذي كثيراً ما لجأ إليه بعض الكتاب "تقية" أو تجنباً لإثارة أي طرف من أطراف السجال الذي لم يتوقف منذ وقت طويل ولا ينتظر له ذلك ما دام للإشكالية طابع أيديولوجي مهيمن. وأعتقد أن الجواب في هذا الخصوص يكاد يكون محسوماً بالنظر إلى ماهية كل من الدين كمجال للثابت والمطلق والمفارق، والسياسة كمجال للشأن اليومي المتغير والنسبي والمؤقت. لذلك فنحن نسيء إلى الدين حين نرهنه للسياسة بما فيها من مصالح وصراعات، كما نفرض نوعاً من الحجر غير الضروري على السياسة، بل هو حجر قد يرفعها إلى رتبة المقدس ويفرض عليها جموداً مميتاً رغم ما تقتضيه من حركية وفعل متغير. خالد محمد -أبوظبي