أكثر من أفق أمام الثورة المصرية... والتحدي الأمني عنوان "الحالة الأفغانية" حديث عن إرجاء الانتخابات البرلمانية في مصر حتى شهر نوفمبر، وولادة جمهورية جنوب السودان الجديدة، واغتيال شقيق الرئيس الأفغاني على يد أحد المقربين منه... موضوعات من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. مصر ما بعد الثورة ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس، اعتبرت صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية أن تأكيد مصادر عسكرية على أن الانتخابات البرلمانية في مصر قد لا تجرى حتى شهر نوفمبر المقبل يمثل تنازلًا مهمّاً للقوى الديمقراطية الصاعدة في البلاد من أجل توسيع المشاركة في السباق الانتخابي، حيث كانت تلك القوى قد حذرت من أن من شأن إجراء الانتخابات في وقت مبكر أن يشكل "هدية" للأحزاب المرتبطة بالنظام السابق ولـ"الإخوان"، الموجودين في الساحة السياسية منذ سنين والمنظَّمين تنظيماً جيداً. وتقول الصحيفة إن الإعلان الذي صدر عن مصادر قريبة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية، يأتي بعد يوم واحد على تهديد مبطن باستخدام القوة ضد من يعرقل الحياة العامة، مشيرة إلى أن عدداً من المصريين يشعرون بالاستياء والغضب بسبب ما يعتبرونه ثورة معطلة، واستمرار الحكم العسكري، وبطء في متابعة مسؤولين من الشرطة وأعضاء في النظام السابق مسؤولين عن مقتل 840 متظاهراً خلال احتجاجات يناير وفبراير. الصحيفة تقول إنه من الواضح أن مظاهرات المحتجين بدأت تلمس أوتاراً حساسة وتُحدت تأثيراً حيث كانت وراء إرغام نائب رئيس الوزراء يحيى الجمل على الاستقالة، إضافة إلى وعد بتعديل حكومي واسع وزيادة في الحد الأدنى للأجور. وعلاوة على ذلك، تتابع الصحيفة، أعلنت وزارة الداخلية أول من أمس الأربعاء عن إنهاء خدمات 650 ضابط شرطة. جنوب السودان صحيفة "ذا هيندو" الهندية خصصت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على ولادة جمهورية جنوب السودان الجديدة السبت الماضي في العاصمة جوبا. وفي هذا الإطار، ذكّرت الصحيفة بأن سكان جنوب السودان الـ8 ملايين نسمة كانوا قد صوتوا لصالح الانفصال عن الشمال في استفتاء أجري في يناير 2011 كان تتويجاً لاتفاقية سلام وقعت في 2005، وجاء بعد صراع مسلح بين الشمال والجنوب دام أربعة عقود وأسفر عن مقتل قرابة مليون شخص. وترى الصحيفة أن مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في مراسيم الاستقلال التي شهدتها جوبا، يدل على أن القيادة السودانية قد تصالحت مع فكرة انفصال لطالما حاولت تجنبها من خلال استعمال العصا والجزرة، مشيرة إلى أن مشاركة البشير في الاحتفالات كانت مهمة وأساسية، وأن حتى الولايات المتحدة، التي تتزعم الجهود الرامية إلى محاكمته بدعوى جرائم حرب مزعومة في دارفور، بدت ممتنة لوجوده إلى جانب زعماء دوليين آخرين خلال مراسم تنصيب أول رئيس لجنوب السودان، سيلفاكير ميارديت. والسبب قد يبدو مثيراً للاستغراب، كما تقول، ذلك أن هذا البلد الوليد بات اليوم معتمداً بالكامل تقريباً على البلد التي انفصل عنه، وهذا هو التحدي الكبير الذي يواجه البلد الجديد. صحيح أن جنوب السودان قد ورث الجزء الأكبر من ثروة السودان النفطية غير المقسمة، التي يأمل أن تساعده على تغيير ظروفه الاقتصادية السيئة الحالية؛ ولكن المصافي النفطية تقع في شمال السودان، وكذلك الحال بالنسبة للميناء النفطي الذي يصدر منه النفط. واعتبرت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن الكثير يعتمد على الكيفية التي ينظر بها البشير إلى تأثير الغرب الكبير في جنوب السودان، بالنظر إلى المشاكل في دارفور واتهامات المحكمة الجنائية الدولية ضده. ولكنها ترى أنه لما كان السودان أيضاً في حاجة إلى المال الذي يدرّه النفط، فإنه يفترض أن يكون مهتماً بالتوصل لحل سلمي لنزاعاته مع جاره الجديد. اغتيال أحمد كرزاي علقت افتتاحية لصحيفة "تورونتو ستار" الكندية على اغتيال أحمد والي كرزاي، شقيق الرئيس الأفغاني، يوم الثلاثاء الماضي، معتبرة أن مقتله يلقي بظلال قاتمة على مستقبل أفغانستان ويمثل تذكيراً بمدى هشاشة موقف الحكومة في وقت تبدأ فيه القوات الأجنبية تقليص وجودها هناك. ومقتل أحمد والي كرزاي، الذي كان يرأس المجلس الإقليمي لقندهار، يأتي بعد مقتل قائد شرطة قندهار قبل بضعة أشهر، وهو ما قد يشكل ضربة دعائية لـ"طالبان" التي تزعم أن عودتها إلى الصورة مسألة وقت. والأنكى، حسب الصحيفة دائماً، هو أن اغتيال هذه الشخصية المحورية في قندهار يترك حكومة كابول المركزية بدون إدارة فعالة في معقل التمرد هذا، ذلك أن شقيق كرزاي كان يسيطر على المنطقة ويدير شركات الأمن وعدداً من المؤسسات. ولذلك، فمن المتوقع أن تكون ثمة ضغوط قوية على كابول حتى تسد هذا الفراغ. الصحيفة تحدثت عن وجود حالة استياء عام في البلاد، معتبرة أنه بالنظر إلى عدم تمكن الرئيس كرزاي من توفير الحكامة والأمن، فلا غرو أن العديد من الأفغان ما زالوا مترددين في الانحياز إلى صف السلطات ضد الزعماء القبليين والمتمردين. ذلك أن كثيرين كانوا يشعرون بأن أحمد والي كرزاي، الذي صعد اسمه إلى الواجهة عندما تولى شقيقه الرئاسة، كان جزءاً من المشكلة الوطنية. فعلى رغم أنه كان حليفاً للولايات المتحدة، إلا أن فساد عائلته، واستغلال السلطة، وإفلاته من العقاب، على ما يقول منتقدوه... أدت إلى انتشار حالة استياء عامة وخلقت لعائلة كرزاي كثيراً من الأعداء. ومهما تكن الحقيقة، تقول الصحيفة، فإن ثروات عائلة كرزاي التي عمل باستماتة على حمايتها والدفاع عنها تعكس بوضوح عدم الفاعلية المؤسسية للحكومة المركزية، مضيفة أن الأفغان وُعدوا بحكامة أفضل، ولكنهم للأسف ما زالوا ينتظرون في وقت يزداد فيه شعورهم بالهشاشة وعدم الفاعلية. الأمن الغذائي العالمي صحيفة "جابان تايمز" اليابانية سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء على موضوع الأمن الغذائي العالمي الذي عاد إلى الواجهة بقوة هذه الأيام، مشيرة في هذا السياق إلى أن وزراء الزراعة ضمن مجموعة "العشرين" كانوا عقدوا مؤتمراً في باريس في 22 و23 من الشهر الماضي، بمبادرة من فرنسا، قصد مناقشة سبل ضمان الأمن الغذائي والتحكم في جموح وتقلبات أسعار المواد الغذائية. ذلك أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت إلى مستوى قياسي هذا العام، مما أثار تخوفات من جولة جديدة من اضطرابات اجتماعية على غرار تلك التي انتشرت عبر العديد من مناطق عالم في عام 2008. وحسب الصحيفة، فإن بعض الخبراء يجادلون بأن ازدياد سكان العالم هو السبب، في حين يشير آخرون إلى تغييرات في العادات الغذائية نتيجة الرخاء المتزايد في البلدان النامية، ومن ذلك الزيادة في استهلاك اللحوم والأطعمة المصنعة. غير أن آخرين ينحون باللائمة على الاستعمال لمتزايد للمحاصيل الغذائية في صناعة الوقود الحيوي، أو تحرير التجارة، التي فتحت البلدان النامية أمام الواردات الغذائية من منتجين غربيين يتلقون دعماً سخيّاً من حكوماتهم، مما يؤثر سلباً على السكان المحليين. إعداد: محمد وقيف