مع أنني لا أريد الاعتراض على بعض ما ذكره الكاتب السيد يسين في مقاله: "استعادة روح الثورة" وخاصة ضرورة العمل على ألا تنحرف التحولات الراهنة في مصر عن الاستجابة للأهداف الشعبية التي وقعت أصلاً من أجل تحقيقها، إلا أنني أرى أيضاً أن الاستمرار في رفع سقف مزاد التغيير، والارتماء في الأحلام الثورية الوردية البعيدة أحياناً عن معطيات الواقع قد يفتح الباب أمام الفوضى والانفلات، وهو ما لا يريده أحد لمصر. ومع أن من حق الشباب، وكل من ساهموا في الثورة، أن يطالبوا بتحقيق مطالبهم إلا أن على الجميع أيضاً أن يظلوا واقعيين، وأن يكونوا مستعدين لقبول التفاهمات والعمل المرحلي المنظم لإنجاز التحول والتغيير، وقبل هذا وذاك ألا ينشغلوا بهجاء الماضي ونقده عن الاستجابة لضرورات الحاضر، والاستعداد والإعداد لاستحقاقات المستقبل. وأخيراً فليس هنالك على الثورة أوصياء حتى تسعى بعض الشرائح والفئات لفرض آرائها وتصوراتها على الآخرين، بل لابد في هذه المرحلة من جرعة قوية من الواقعية ومن الروح الديمقراطية التوافقية. حلمي السيد - الدوحة