في مقاله الأخير "سجال الميزانية: أسئلة الميزانية والعدالة والتاريخ"، يعلق ويليام فاف على النقاش الدائر حالياً في الولايات المتحدة حول سقف الديون وقانون الميزانية. وفي المركز من ذلك النقاش نفقات البرامج الاجتماعية والصحية لأوباما، وتكاليف الحروب التي تخوضها أميركا خارج حدودها، لاسيما في أفغانستان والعراق. ويعلق فاف على ذلك النقاش مشيراً إلى سؤالين رئيسيين غائبين فيه منطوقاً وحاضرين مضموناً، أولهما: كم يمكن أن نسرق من الفقراء وإلى أي حد يمكن أن نزيد من ثروة الأثرياء؟ وثانيهما: ما الدافع الحقيقي لخوض حروب غير مسؤولية خارج الحدود رغم ما قادت إليه في الماضي؟ لكن علاوة على أن الحربين المشار إليهما بدأت بعض أهدافهما تتحقق، لاسيما في العراق الذي تم كسر شوكة الإرهاب فيه، فإن فاتورة الحرب قد تقلصت تدريجياً خلال الأعوام الأخيرة، ولن تعود خلال ثلاثة أعوام قادمةٍ عبئاً كبيراً على أكبر اقتصاد في العالم. أما فيما يخص المبررات الأخلاقية للحرب، فأعتقد أن استراتيجية "بناء الأمم" تقدم إلى حد ما جواباً على الإشكال الأخلاقي لهذ الحرب، والذي بات كثيرون، من أمثال فاف، يشهرونه في وجه الإدارة الأميركية. إبراهيم أحمد -أبوظبي